نموذج للشجاعة

ضربت قبائل الصحراء الغربية مثالا كبيرا فى الشجاعة والإقدام بعد أن أظهرت أجمل ما فيها من الترابط والتكافل فيما بينها بعد أن اختفى ثلاثة من شباب إحدى القبائل فى صحراء مصر الغربية بعد أن خرجوا لرحلة صيد فى البر وانقطعت الاتصالات عن ذويهم تماما.. واحتاروا فى الوصول إليهم وبالرغم من تقديم الدعم لهم من قبل الدولة بكامل أجهزتها إلا أنهم لم يعثر لهم على أثر تجمعت حينها جميع القبائل على قلب رجل واحد فى مسيرة بالآلاف توجهت لأعماق الصحراء بحثا عن المفقودين استمرت الرحلة أياماً لم يجدوا سبيلا للوصول إلى خيط رفيع يدلهم على هؤلاء المفقودين .. هاموا فى الصحراء وناموا فى ظلامها انتظارا للفرج لكن بدا اقتفاء الأثر يلوح فى الأفق بعد ظهور السيارة الخاصة بهم ويكتشفون الجثة وراء الأخرى لينهوا بذلك قصة البحث عن المفقودين ضحايا صيد الصقور لترفع جميع القبائل هناك الرايات السوداء حزنا على فراق أبنائهم.. لنخرج من هذا الحادث المأساوى الذى راح على أثره شقيقان وأحد أبنائهما بدروس وعبر لهذا المجتمع القبلى الرائع أن وقت الأزمات تختفى الخصومة وتتوارى العنصرية و يتساوى الجميع فلا فرق بين غنى وفقير ولا قوى أو ضعيف شعارهم الفزعة وهدفهم موجه وعزاؤهم واحد يقفون فيه كرجل واحد لا يفرقهم أحد وتشعر وأنت بينهم أنك فى حضن دافئ وبين ذراعين من حديد تكافل اجتماعى منقطع النظير يشارك فى تلك المناسبات ليس أهل المصيبة بل تجد كل بيت من بيوت أهل القبائل الأخرى يساعد فى تقديم الطعام والوقوف وقفة رجل واحد. مشهد يشعرك بأن مجتمعات القبائل زاخرة بالخير والوفاء وأن حدود مصر المحروسة يقطنها رجال من القبائل يضعون أعناقهم فداء للوطن!.