عندما تجلس إلى أبنائك أو أحفادك تجد نفسك شغوفا باسترجاع شريط طويل من الذكريات، أيام الطفولة مع أبناء الجيران ولعبك معهم أمام البيت أو فى الشارع، وذكرياتك فى المدرسة والجامعة، وأول حب فى حياتك، وأستاذك فى الفصل وفضله عليك فى حب مادة دون أخري، وكفاحك للحصول على وظيفة دون اللجوء لواسطة قد تكون سببا فى حرمان من هو أحق بها، وغيرها من الذكريات التى تشكل كتاب حياتك وتمر كشريط سينمائى أمام عينيك.
ولكن عندما تسألهم عن ذكرياتهم تجد أنها تكاد تكون معدومة، فعلاقتهم بالجيران شبه مقطوعة، فلم يعد هناك ابن أو بنت الجيران، واللعب فى الشارع خطر، ولعب كرة القدم أصبح على أجهزة البلاى ستيشن والتى يتحول فيها إلى لاعب افتراضى يتم تقييمه حسب سرعة يديه التى تمسك بالذراع وليس قدميه التى تمارس اللعبة فعليا، حتى ذكريات المدرسة أصبحت معدومة، فالغالبية لا تذهب إليها إلا فى أيام الامتحانات، ولم يعد هناك المدرس القدوة فهو يبحث عن قرش الدرس الخصوصي.
والمصيبة الأكبرأن غالبية الشباب يضيع حياته أمام شاشة صغيرة جدا ويعيش عالما افتراضيا لا حياة فيه، فهم يتحدثون مع أصدقاء لا يعرفونهم قد يكونون سببا فى تدمير حياتهم، ويعيشون قصص حب وهمية مع فتيات قد تسقطك فى دائرة الابتزاز المادى أو العاطفي، والنتيجة لم يعد هناك الشاب المثقف مثل العقاد وطه حسين أو المتدين مثل الشعراوى والغزالي، أو العالم مثل زويل ومجدى يعقوب، الذين نبغوا فى سن الشباب، فأين شباب مصر الحقيقى صاحب الثقافة والأخلاق والشهامة.
لمزيد من مقالات ◀ د. عادل صبرى رابط دائم: