هذه الجهة المستترة فى الولايات المتحدة الأمريكية، كانت قضية تناولتها مئات الكتب التى صدرت فى أمريكا، تحت عنوان واحد أو متشابه هو فى غالبيته «دولة أمريكا العميقة»، وغاص مؤلفوها فى عمق هذه الدولة، وهم ينقبون عن كل ما هو مستتر ومحجوب عن وعى المواطن الأمريكى نفسه، والكشف عما يتعمد أصحاب النفوذ الفعلى على صناعة القرار إزاحته بعيدا عن التقاط الأنظار له، ليبقى فى البعد غير المرئي. هكذا يقول الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ عاطف الغمرى فى كتابه ـ والذى صدر حديثا ـ الدولة السرية فى أمريكا ـ تحالف أصحاب النفوذ فى العالم، حيث ينقب فى الدولة الأمريكية العميقة بحثا عن الحكومة الخفية التى تدير العالم، بداية من الرئيس الأمريكى السابق جون كيندى والذى اغتيل فى نوفمبر عام 1963 بعد أن كشف عن قلة خفية تحرك أحداث العالم، ويتحدث الكاتب أيضا عن دور الشركات العملاقة فى صنع الأحداث، والحرب الدائمة التى يزدهر فيها الاقتصاد الأمريكى، ووجود حكومتين فى أمريكا واحدة علنية والثانية شديدة السرية، كما يسلط الضوء على تبعية دونالد ترمب بالدولة العميقة، وموقف الرئيس الحالى جو بايدن من هذه الدولة وتأثيرها على قراراته، ومدى تأثير الآباء المؤسسين للدولة على العقل الأمريكي. ولا ينسى الأستاذ عاطف الغمرى أن يربط بين الدولة الأمريكية العميقة وما جرى فى مجتمعنا العربى من سياسات قادته إلى إشعال الحروب، وفوضى، وتجهيز جماعات إرهابية تخوض حروبا بالوكالة واستهداف الدولة الوطنية بكل أركانها، حيث يختم به كتابه فى فصل بعنوان «العرب فى مرمى الدولة العميقة».
لمزيد من مقالات ◀ د. عادل صبرى رابط دائم: