رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

هوامش حرة
الملك الجديد والإنجيل

فى الوقت الذى كان المتشددون فى أوروبا وأمريكا يحرقون نسخا من القرآن الكريم كان الملك تشارلز يمسك بنسخة من الإنجيل وهو يؤدى قسم منصبه الجديد ملكا ولا أدرى ما سبب هذه الازدواجية فى المواقف، إنهم يقدسون دينهم وشعائرهم ويحترمون إنجيلهم فما هو سر كراهيتهم للإسلام والمسلمين .. كان شيئا راقيا أن يمسك الملك الجديد بالإنجيل الذى يؤمن به ويقدسه وهو تقليد متبع مع كل رؤساء وملوك أوروبا وأمريكا وكان الرئيس بايدن يمسك بالإنجيل وهو يؤدى قسم الرئاسة ولا أدرى لماذا لا يلتزم المسلمون بهذا التقليد الراقى الذى يضيف لهيبة المنصب قدسية الأداء؟!.. ولماذا يحترمون فى أوروبا والغرب طقوسهم وعقائدهم ويتركون عقائد الآخرين حقا مستباحا للسخرية والهجوم ويتركون مجانين التطرف يحرقون كتاب المسلمين فى الشوارع هل لأن الإسلام هان على أصحابه فهان على الآخرين؟!.. كان مشهدا مهيبا والملك الجديد يمسك بالإنجيل فى تقدير واحترام فلماذا لا يحدث ذلك عندنا؟!، إن الكتب السماوية جميعها كتب مقدسة وينبغى أن يكون لها كل تقدير البشر وان تتساوى فى مكانتها لدى المؤمنين بها ولا تفتح أبوابا للهجوم أو الاستخفاف وأن نجد أصحاب القرار يقدسون كتبهم السماوية ويرفعونها أمام الناس تقديرا واحتراما.. ما حدث فى انجلترا من ملكها الجديد وهو يرفع الإنجيل يمنح المنصب ما يستحق من الإحساس بالمسئولية تجاه الخالق سبحانه والشعب صاحب القرار .. إن رفع الملك الجديد للإنجيل وهو يؤدى القسم احترام للعقائد وتقديس للكتب السماوية ودعوة للإيمان فى زمن تراجعت فيه كل الأديان والشرائع .. فى الوقت الذى تحرق فيه الكتب السماوية وتنتشر موجات الإلحاد ويسود التطرف.. ما أحوج الإنسان أن يرى أمامه لمحات من الإيمان الحقيقى يعيد للإنسان إيمانه ويقينه وحبه للحياة .. كان الإنجيل فى يد الملك الجديد يؤكد أن الله هو الباقى والمناصب إلى زوال .. هذا درس فى السلوك الحضارى من ملك انجلترا الجديد يعكس روحا ربما تتحلى بها الشعوب فى احترام عقائدها والبعد عن غوغائية التشدد والتعصب وكراهية كل آخر..

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة

رابط دائم: