فى إحدى جولاته أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن ضريح عميد الأدب العربى طه حسين لن يزال وأن مصر حريصة على مقابر وأضرحة رموزها من السياسيين والمبدعين والكتاب وقد حسم الرئيس قضية قرار إزالة ضريح طه حسين لإنشاء أحد المحاور.. وقد أثارت القضية الرأى العام وأجهزة الإعلام وجاء حديث الرئيس ليلغى قرار الإزالة.. وكانت أسرة طه حسين قد اعترضت على القرار وكانت الأزمة قد تصاعدت بعد ظهور لافتة على الضريح بالخط الأحمر إزالة ولم يعلق المسئولون فى محافظة القاهرة على القرار بالرفض أو القبول.. منذ أسابيع كتبت عن إزالة ضريح عميد الأدب العربى د.طه حسين لإقامة محور جديد وانتظرت رداً من أى جهة مسئولة ولم أتلق رداً.. وفى الأيام الأخيرة أثيرت القضية مرة أخرى.. وقد كتبت يوما منذ سنوات عن إزالة مقابر الصوفية لإنشاء محور جديد وقيل يومها إن ضريح عالم الاجتماع الشهير ابن خلدون كان منها ونحن نعلم أن الكثير من عواصم الدول الكبرى تقام فيها مقابر للعظماء من أبنائها وفى بعض المدن المصرية توجد مقابر للأقليات الأجنبية كما فى الإسكندرية وكانت مقابر الرموز فى القاهرة تتمتع بأهمية خاصة مثل ضريح سعد زغلول ومصطفى كامل وجمال عبد الناصر وأنور السادات وكانت مقابر المماليك والأسرة العلوية محمد على وأسرته وفى باريس يطل ضريح نابليون بونابرت مطليا بالذهب وفى كل بلاد الدنيا تحتفل الشعوب برموزها خاصة الرموز الدينية من جميع الأديان.. ولاشك أن إزالة ضريح طه حسين ومن هو طه حسين شيء لا يتناسب مع تاريخ الرجل ودوره الفكرى والثقافى والتنويرى.. كان ينبغى أن يكون الرد حاسما من البداية وأن تعلن محافظة القاهرة أن ما يقال عن إزالة الضريح مجرد شائعات خالية من الحقيقة لقد أخطأنا يوما حين أزيلت فيلا أم كلثوم على نيل الزمالك وأقيم مكانها فندق وكان ينبغى أن تتحول الفيلا إلى متحف يضم تاريخها وقصة حياتها ولا أدرى إلى متى نهمل تاريخ رموزنا فى الفن والإبداع ونحن نعلم أنها لا تعوض، إزالة ضريح طه حسين إهدار لقيمة عظيمة اسمها الوفاء..
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: