رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

موت الأخت

من منا من لم يطرق الموت بابه من منا لم يحزن على فراق أحبابه أبا كان أما أوصديقا أو جارا أو خالا وعما. فالموت يأتى لتسكن الأحزان الديار.. فأوجاع الغياب قاسية ودموعها حارقة، وللموت جلال وهيبة لا يقف أمامه الطغاة وينكسر تحت أقدامه البسطاء والعظماء.. فلا قوى فى الدنيا تعاديه ،فهذا الأمر يحركه الرحمن بحكمته ومراده وأمره الذى ينفذ على الجميع.. ويظل العبد منا لا حيلة له إلا دموع الفراق والتضرع إلى رب العباد.. لكن للموت كسرته خاصة عندما يأتى فى أخت خرجت من بطن واحدة فهى قطعة منك ومن والديك.. جوهرة ثمينة لا يقدرها سوى المتراحمين.. تاريخ كبير وطويل يجمع بينك وبينها..لا يفصل بينكما حتى الموت الذى استطاع أن يخطفها من وسط الجميع رغم قوته وسلطانه وجبروته، فلن يستطيع قتل المودة والرحمة. لن يقدر على محو ذكريات عشناها منذ نعومة الأظفار لن يكسر اللمة والطبلية التى جمعتنا وتبادلنا عليها الطعام.. لم يسقط من الذاكرة بيت كنا نعيش فيه معا فى فراش نوم يجمعنا تحت بطانية واحدة تسدلها علينا الأم. كنا نتزاحم لنتراحم.. لا نمل فالأخت تقوم بدور الأم فى كل شيء حتى ولو كانت الصغرى لم نشعر بالغربة يوما، فالأخت بيننا السند والرحمة والأم رغم فقدها..وعندما خرجت لبيت زوجها زاد بهاؤها وحنانها وعند زيارتها تخرج أجمل ما عندها وتقام الولائم فرحا بقدوم الأخ.. وها هى اليوم غاب شمسها وتوارى جسدها تحت التراب بعد مرض شديد سكن فى جميع أجزائها رحم الله من رحل ولم يترك الا كل جميل بيننا وزهورا صغيرة طاهرة من رائحتها رحم الله الشقيقة الصغرى ريم..


لمزيد من مقالات ◀ سامى خير الله

رابط دائم: