«الخرابة» هى مكان واسع يقع على أطراف المدينة أو القرية خاصة فى الصعيد، حيث يتقابل فيها المجرمون والخارجون على القانون، وينسج حولها الكثير من الروايات والأساطير، ويحذر الأطفال من القرب منها أو اللعب فيها، وكانت حجة الأجداد أنها أماكن مسكونة من الجن والعفاريت مع سرد بعض الحكايات المرعبة والتى كانت كفيلة بإبعادنا أو مجرد الاقتراب من هذا المكان المخيف خاصة فى الليل.
«الخرابة» عادت فى الوقت الحالى ولكن مع مسمى وشكل جديد هى مواقع التواصل الاجتماعى فتجد فيها اللص الذى يختفى تحت ستار البيع أون لاين لتفقد فلوسك دون أن تحصل على سلعتك أو الحصول على سلعة مضروبة، أو رسالة من أحد البنوك يطلب تحديث بياناتك ليسهل على الهاكراختراق حسابك والسطو عليه ، كما تجد فيها هواة ضرب الشائعات والفتاوى وينسبها لصحيفة أو موقع معروف ليسهل تصديق هذه الفتوى لتبدأ بعدها حرب اللايكات والتعليقات والتى تخرج منها دون أى معلومة صحيحة أو موثقة عن طبيعة هذه الفتوى.
«الخرابة» أو مواقع التواصل الإجتماعى خربت بيوتا مصرية كثيرة فكانت سببا فى زيادة نسبة الطلاق بعد فتاوى غريبة أشعلت نار الفتنة بين الزوج وزوجته، وهى أيضا كانت سببا فى جرائم دخيلة على مجتمعنا فوجدنا الابن يقتل أباه وأمه والزوج يقتل زوجته وأبناءه، والزميل يقتل زميلته.
مواقع التواصل الاجتماعى تحولت لخرابات بيوت تهدم الأسرة بأكملها، ومستنقع للفساد والسرقة، دون رادع أو رقيب، حكايات وأساطير الأجداد أنقذتنا من «الخرابة» زمان فماذا سنفعل لأولادنا لإبعادهم عن «خرابة» العصر الحديث.
لمزيد من مقالات ◀ د. عادل صبرى رابط دائم: