رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

تحت الشمسية
حكاية «أنطونيادس»

كثر الحديث واللغط فى الأيام الماضية عن إزالة أسوار حديقة أنطونيادس وتخريبها وتدميرها وإزالة أشجارها تمهيدا لإقامة «كومباوند سكنى» بها أو على أحسن الفروض تطويرها ــ وللعلم فقد أصبحت كلمة تطوير تحمل معنى سيئا للسكندريين ــ وقد انتشرت هذه الأقاويل على نطاق واسع وكأنها معلومة مؤكدة وبدأ الناس يتباكون على الحديقة الجميلة التى قضوا فيها أجمل أيام طفولتهم وشبابهم، وبالطبع لم يكلف أحد خاطره ويذهب للتأكد مما يحدث هناك .. وبدأت الأصوات تعلو أن الحديقة تم تدميرها بالفعل.

وهنا قررنا فى مكتب «الأهرام» بالإسكندرية التأكد من صحة القصة من مديرة الحديقة التى قالت إن الأمر كله لا يعدو إلا تطويرا وتنظيفا للحديقة لإعادتها لمكانتها القديمة تحت إشراف وزارة الزراعة .. ولكنى ولكى يطمئن قلبى أرسلت زميلى المصور إبراهيم محمود  لتصوير الوضع على الطبيعة، فذهب وأنا أضع يدى على قلبى حتى عاد ومعه الحقيقة .. وهى أنه بالفعل هناك أعمال تطوير وتنسيق للحديقة وأشجارها وممراتها وأنه لم يشاهد خلال جولته أى تقطيع للشجر من الجذور بل تقليم يتم تحت إشراف وزارة الزراعة . ولمن لا يعرف، فالحديقة مهملة منذ سنوات طويلة والاشجار تسوست وذبلت بسبب الإهمال المتراكم حتى تحولت الى مقلب للقمامة ومرتع لمدمنى المخدرات حتى أنه يتم حرق القمامة أمام بابها الرئيسى دون أن يحرك أحد ساكناً.. والمعلومات المتاحة أن التطوير يتم حاليا للحفاظ على الحدائق التاريخية وكذلك الشلالات وأرجو من قلبى أن يكون هذا الكلام صادق وحقيقيا. فالقلب لم يعد يحتمل أى تخريب فى الحديقة .. وللعلم فحينما قرر ورثة جون انطونيادس إهداء القصر والحديقة للبلدية اشترطوا أن تكون متنزها لأهالى المدينة .

والتساؤل هنا: لماذا يبكى الجميع ويصرخون حينما امتدت يد للحديقة دون أن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق من الوضع بأنفسهم ؟ أكانت تعجبهم حينما كانت مرتعاً للمجرمين ومقلباً للقمامة ؟ أم أننا لا نتذكر الأشياء إلا حينما نوشك أن نفقدها ؟ الم يكن من الأفضل أن يمد رجال الأعمال والمجتمع المدنى ايديهم لإصلاح حال الحديقة بدلا من البكاء على اللبن المسكوب إو انتظار الأسوأ.


لمزيد من مقالات أمـل الجيـار

رابط دائم: