هل يوجد غرابة أن يؤدى ما تعيشه الإنسانية من خلل فى السنين الكونية وسنن العدالة والرحمة أن تمتلئ الأرض بكل هذه الكوارث والبلاء والابتلاء، فعندما يتساوى القاتل والقتيل والمعتدى والمعتدى عليه, بل يجد القاتل من يدافع عنه فماذا ننتظر؟! أتحدث بالطبع عن العدوان الآثم للعدو الصهيونى على الشعب الفلسطينى وبدلا من أن تشجب الإدارة الأمريكية العدوان ومرتكبيه وعدم احترام الكيان الصهيونى لحق الشعب الفلسطينى فى إقامة دولته المستقلة كحل وحيد للصراع وتنفيذ ما نصت عليه القرارات الدولية بدلا منه تعلن الإدارة الأمريكية حق الاسرائيليين أن يدافعوا عن أنفسهم!! وللأسف مازال هذا الكيان الاستيطانى يمتد ويتغلغل وتعجز الفصائل الفلسطينية عن توحيد صفوفها!.
◙ ومن أهم ما أراه ضد احترام سنن الحياة ومبادئها وعدالتها أن تبذل مصر جهودا ضخمة لإعداد مدينة شرم الشيخ لمؤتمر الحفاظ على البيئة وترفع شعار: «أتحضر للأخضر», وهناك من يدخلون فى سباق مع قطع الاشجار وتجريد أحياء كانت تباهى بأشجارها العظيمة التاريخية مثل حى المعادى من أغلب أشجاره وحدائقه... هذه الأشجار أو الرئات الخضراء المنتشرة فى مصر شمالا وجنوبا تصنع منها واحة خضراء وسط صحاريها الممتده شرقا وغربا, هل قررنا فى زمن الشح المائى التخلص منها؟! قطع أشجار عظيمة كنا نستطيع أن نعمر بها صحارينا التى تمثل اكثر من 94% من مساحة مصر!, وهل يوجد خلل أكبر من أن تضطر الدولة تحت الظروف الصعبة والاستثنائية التى تعيشها الدنيا أن تمد مظلة الحماية الاجتماعية للفئات الأكثر احتياجا لمدة سته شهور وأن تضيف مليون أسره لبرنامج «تكافل وكرامة» وحزمة مساعدات تصل الى 12 مليار جنيه… يحدث هذا فى بلد يتسابق فيه مشترون لشراء وحدات شاطئية بما يتجاوز 112 مليون جنيه للوحدة ـ لا أحد يعرف إن كان أصحاب هذه الثروات طُبق عليهم قانون «من أين لك هذا» أم مثل ما لدينا من ترسانة قوانين لا يطبق أغلبها! نشرت صحيفة الفجر أن مصر بها 888 مليونيرا يمتلك كل منهم أكثر من نصف مليار جنيه وإن كنت أعتقد أن الحقيقة تتجاوز هذه الأرقام وهل تفرض الدولة على أصحابها ما يجعلهم يدفعون بعض عائد ثمار تربحهم من كنوز بلدهم؟!.
◙ وهل يوجد خلل فى السنن الكونية قدر أن تمتلك مصر من الكنوز الطبيعية فى رمالها ومحاجرها ومناجمها وفى خبراتها ومواهبها البشرية ما يتخطفها العالم وتستطيع أن تصنع به المعجزات ويغنيها فى تغطيه المهم والضرورى من مشروعاتها القومية ويكفيها عن سؤال اللئيم الشهير بصندوق النقد وأتعجب كلما سمعت عما يبدو كأنه اكتشافات جديدة فى ثرواتنا الطبيعية مع أنها ثروات مباحة منذ عشرات السنين تنهب وتباع وتصدر بأبخس الأثمان ثم يعاد تصديرها إلينا مصنعة بالملايين, والمثال الأقرب كيف أهمل متحف الرخام الطبيعى الذى نملكه فى شق الثعبان وانتباه الدولة إليه أخيرا وتحويله إلى مدينة عالمية للرخام وما نشر أخيرا عن دخل قناة السويس وأعلنه الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة عن استهدافها تحقيق 8 مليارات دولار فى العام المالى الجديد, بينما أشار المهندس يحيى زكى رئيس الهيئة ألاقتصادية إلى استهداف الهيئة استثمارات بأكثر من 20 مليار دولار, فماذا إذا كان هناك دراسة بالغة الأهمية تثبت إمكانية مضاعفة هذا الدخل, فحيث إن صندوق النقد الدولى يطالب مصر برفع الدعم عن سلع أساسية بينما يسكت عن الدعم الذى تقدمه القناة لخدمة مرور 12.5٪ من التجارة العالمية بينما تستطيع أن تحصل على نصيب يجعلها قادرة على دفع ديونها وخدماتها فى الدراسة القانونية التى أعدها المستشار حسن أحمد عمر الخبير فى القانون الدولى وصاحب الملكية الفكرية لمشروع شرق بورسعيد وتطوير منطقتها الشمالية والذى يحقق معجزات فى إنقاذ مصر وتتفوق على جميع الإجراءات الاستثنائية التى عرضها رئيس مجلس الوزراء خلال المؤتمر الصحفى الذى عقده الثلاثاء الماضى فلماذا لا نهتم بما بين أيدينا من إمكانات أهم واكبر للإنقاذ وفى مقدمتها مضاعفة عائد قناتنا؟!.
◙ وأقف أمام خلل لا أعرف مدى صحته ويلفت النظر الى ضرورة أن تبادر الدولة بالرد على ما ينتشر من أخبار خاصة ما يهدد اطمئنان الناس وأقصد ما نشر عن سحب عشرين صنفا من المضادات الحيوية من الأسواق بسبب آثارها الجانبية الخطيرة وما حقيقة ما يقال أنه صراع كيانات كبرى فى عالم الدواء لمزيد من رفع ومضاعفة أسعار منتجاتها ــ رغم الارتفاعات التى حدثت بالفعل واختفاء كثير من الدواء منخفض الأسعار.. المصارحة والمصداقية والشفافية السبيل الوحيد لحماية الحقيقة واطمئنان الناس .
◙ اعتذار.. فاتنى فى مقال الاسبوع الماضى كتابه اسم المؤرخ والمفكر الكبير د . على مصطفى الحفناوى المتحدث فى الندوة المهمة التى أقامتها اللجنة الثقافية بنقابة المهندسين ببورسعيد فى ذكرى تأميم الرئيس جمال عبدالناصر للقناة والتى كانت دراسات الباحث والمفكر الكبير مصطفى الحفناوى أحد أهم المصادر التى استند إليها الرئيس فى عودة القناة ... تحية للأب د. مصطفى الحفناوى والإبن د. على الحفناوى الامتداد المحترم فى عشق ودراسة الخفى والمعلن فى تاريخ قناة المصريين وكشف مؤامرات وخطط من مازالوا يحاولون وضع البصمات السوداء للاحتلال عليها. وبمناسبة قناة السويس هناك شائعة بتحويل مبنى هيئه القناة إلى فندق من خلال عقد انتفاع مع شركة شهيرة! لا أصدق أن يستغل المبنى التاريخى الأيقونى لغير ما أنشئ له.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: