رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
تغذية صراع الحضارات!

هذه مُغالَطات إذا لم تؤجِّج الصراع بين الحضارات فإنها تعرقل إجراء حوار، والغريب أنها تبعث الرضا على أصحابها! فهم يبدأون بمنطق يمكن قبوله يدينون به الغرب بشدّة على جرائم عصر الاستعمار، وكذلك ضد هيمنة الغرب المعاصرة سياسياً واقتصادياً، وحتى ثقافياً وفنياً، على عموم بقية دول وشعوب العالم التى تنتمى لحضارات أخرى. ولكن، إذا بهم يبنون على هذه النظرة وهذا الموقف خطاباً هجومياً شرساً يدين كل من ينتمى للغرب، نظماً وحكومات وشعوباً، ويصرون على مسئولية عموم مواطنى الغرب بحجة أنهم يختارون حكامهم فى انتخابات حرة، بما يجعل الجماهير الغربية، فى رأيهم، مشارِكة فى اختيار هذه السياسات ومسئولة عنها. ثم، وبعد هذا التعميم، ودون أن يشعروا بأى تناقض، يحصرون مسئولية الجرائم الإرهابية التى يقترفها أفراد ينتمون لتنظيمات تسمى نفسها (إسلامية) على الأفراد الذين يقومون بها فقط، ولا يقبلون أن يستنكر ضحايا هذا الإرهاب، ومن يقعون تحت تهديده، تأويلات بشرية لنصوص دينية، مثبتة فى بعض كتب التراث الإسلامى تحض على العنف ضد غير المسلمين بل وضد المسلمين من مذاهب أخرى، أو حتى الباحثين المسلمين ممن لهم اجتهادات أخرى!

كما أن أصحاب هذه المغالطات، يظنون أنهم يفحمون مناظريهم، عندما يستهينون بتبعات تفشى أفكار الإرهاب وجرائمه تحت شعارات إسلامية، ويقولون إن أعداد من يمارسون الإرهاب بهذه الشعارات لا يتجاوز فى كل العالم عشرات الآلاف، ومعهم دعاتهم، ووراءهم عشرات أو مئات الآلاف ممن يعتقدون بصواب منهجهم ومسلكهم وقد يتحينون الفرصة للحاق بهم، وأن مجموع كل هؤلاء، حتى إذا وصل إلى مليون أو مليونين، فإن نسبتهم لا تزيد على نصف فى الألف من إجمالى عدد المسلمين فى العالم! أى أن الواقع الحى، كما يرى هؤلاء، يقول إن جميع المسلمين يرفضون الإرهاب مهما يكن صوت القلة الإرهابية عالياً فى وسائل الإعلام أو فى مراكز القرار!

لاحِظ أنهم يغضون الطرف عن أن بضعة آلاف من الإرهابيين تمكنوا بالفعل من تدمير بعض البلاد، كما أن هذه المغالطات تدعم مواقف المتطرفين فى الغرب، وتُفسِد فرص الحوار المجدى مع اتجاهات غربية منفتحة على إقامة جسور حوار مع الحضارات الأخرى.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: