اليوم، تدخل الأسر المصرية كافًة فى الريف، والحضر، التى اجتاز أبناؤها امتحانات الثانوية العامة نقطة مفصلية فى مستقبلهم: اختيار الجامعة، أو الكلية، أو المعهد المناسب لابنهم، أو ابنتهم، لاستكمال دراستهم، بعد أنهوا تعليمهم الأولِّىِ، والمتوسط، وهى مناسبة سعيدة، وغالية لا ينساها الطالب، وتعيش فى مخيلته طوال عمره، وتسعد بها الأسرة كلها، ويستحق التهنئة عليها كل طالب، وطالبة، وأسرهم، بل مجتمعهم، بل كل المصريين، فهم أبناؤنا «الغاليين»، الذين نتطلع إليهم فى قادم الأيام لحمل الأمانة، والرسالة، وقد استكملوا تعليمهم، وأصبحوا مؤهلين للعصر، وتبعاته.
أشعر أمام الجيل الحالى من الطلاب، الذى يقف اليوم أمام مكتب التنسيق، بأنهم من الأجيال المحظوظة، بل أكثر حظا منا، ومن كل الأجيال التى سبقتهم، فلم يعودوا مجبرين على اختيارات التنسيق المحدودة، التى تتم بـ«مسطرة» المجموع وحده، والتى قد لا تتناسب مع رغباتهم، وطموحاتهم، أو تطلعاتهم، أو النظام التعليمى الذى يهدفون إليه، ولا تلبى الاحتياجات التى يريدها المجتمع، وأسرهم.
لقد استكملت مصر بنية جامعية كبرى تستحق أن نطلق عليها الآن أم الجامعات، أو التعليم العالى المميز لأبنائها، بل المنطقة العربية التى نعيش فيها، حيث وصل عدد مؤسسات التعليم العالى فى مصر إلى ٣٠٠ مؤسسة متاحة لخريجى الثانوية: ٢٧ جامعة حكومية، و٣٠ جامعة خاصة، كما دخلنا عصر الجامعات الأهلية ( ١٢ جامعة)، وجامعات تكنولوجية، وفروع جامعات دولية، وأكاديميات عالمية: زويل، والمستقبل، وسلمان.. وغيرها،
و ١٨٩ معهدا خاصا.
إن طاقة التعليم العالى تجعل مصر فى مقدمة دول المنطقة فى هذا المكان، (كمًا، ونوعا، وتميزا)، كما تجعلنا نطلب من أبنائنا أن يغيروا تفكيرهم، وأن يختاروا بثقة ما يتناسب مع مؤهلاتهم، أو قدراتهم، وأن يختاروا ما يتناسب مع سوق العمل، وأن ينظروا إلى الفترة الجامعية نظرة جديدة، لأننا نتغير، ولم نعد نبحث عن الشهادات، حتى لو كانت من كليات القمة، وأن نعرف أن نؤهل أنفسنا لعالم جديد نكون فيه قادرين على الإنتاج، والعمل بروح العلم المتجددة.
لمزيد من مقالات أسامة سرايا رابط دائم: