استطاعت الحكومة ـ وبعد صبر المصريين لعقود طويلة ـ أن تقضى على أزمة المواصلات، فلم يعد الآن الأتوبيس المزدحم الذى يقف على أبوابه العشرات، بل كانوا يسطحون فوقه فى حقبة السبعينيات، ولم يعد الأتوبيس الذى يقف فى بعض المحطات ويترك بعضها حسب مزاج السائق، فأصبح هناك الكثير من الأتوبيسات والباصات العام والخاص، وعليك أن تختار.
ولكن يأبى المواطن المصرى إلا أن يضع بصمته على أى إنجاز، فأتوبيسات النقل العام يقف الكمسارى على باب الأتوبيس مناديا على خط سيره، رغم كتابته بخط واضح على مقدمة وجوانب الأتوبيس، أما السائق فيسير بسرعة السلحفاة بحثا عن راكب والذى لم يجد هناك ضرورة للذهاب للمحطة، فالأتوبيس يقف بمجرد أن يشير له، بل يقف بعض السائقين لأى راكب لإقناعه بركوب الأتوبيس، لتستغرق الرحلة ضعف الزمن.
أما المينى باص الذى يقع تحت إشراف هيئة النقل العام فمواعيده تتضارب مع بعضها لتجد أكثر من خط يسير فى وقت واحد ليبدأ سباق ماراثون الموت بين السائقين ـ والذين لا يحمل أغلبهم رخصة قيادة ـ للفوز بركاب زيادة أو تحدث المواجهة بينهم، أو النهاية السلمية بأن يتنازل أحدهم عن ركابه ليكتظوا فى سيارة واحدة، ليبدأ الآخر الدور من جديد.
وأخيرا أتوبيسات خط الصعيد والتى تجدها بالعشرات فى موقف يمتد من القللى حتى غمرة لبعض شركات النقل السياحية مجهولة الهوية، دون أن تعرف مدى صلاحية الأتوبيس أو السائق نفسه لتكون النتيجة خبرا منشورا بصفة منتظمة عن حوادث يكون الأبرياء هم ضحاياها .
لمزيد من مقالات ◀ د. عادل صبرى رابط دائم: