إذا كانت مصر – وهذا هو واجبها والتزامها القومي – قد نجحت فى وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة واستحقت شكر وتقدير العالم بأسره على سرعة طي صفحة هذا المشهد الدموى المرعب فإن المصلحة الفلسطينية – وفق أي حسابات موضوعية – تفرض على الفصائل الفلسطينية – ولو مرحليا – أن تتفهم الظروف الإقليمية والدولية وأن تمارس أقصى درجات ضبط النفس وألا يغيب عنها احتمالية وجود مخطط إسرائيلي لاستدراجها وإيجاد الذرائع والمبررات لخرق التهدئة ... وليست عملية اقتحام البلدة القديمة فى نابلس فجر أمس واغتيال ثلاثة شبان فلسطينيين سوى جزء من مخطط الاستفزاز المقصود!
أريد أن أقول إنه مع التسليم بأن إسرائيل لم تف بأي التزامات قطعتها على نفسها فى مرات عديدة سابقة ومماثلة فإن حزمة المعطيات الإقليمية والدولية الراهنة لا بد أن تكون حاضرة فى أذهان الإخوة الفلسطينيين لتجنب الاستدراج من خلال استفزازات إسرائيلية تستهدف الهروب من التزاماتها فى اتفاق التهدئة وأهمها الالتزامات التى ضمنتها مصر بشأن ملف الأسرى!
إن حق الفلسطينيين فى استخدام كل الوسائل المشروعة لتحرير أرضهم ونيل استقلالهم وإقامة دولتهم هو أمر خارج أي نقاش وخارج أي تفاوض ولكن إعادة قراءة الواقع الإقليمي والدولي الراهن أمر له أهميته على ضوء ما بات معروفا من أن المعادلات والموازين لم تتعثر فقط فى منطقتنا بل فى العالم كله.
لقد أصبحت كل دروب ومسارات القضية مرتبطة بخريطة الأرض الفلسطينية وحدها فى إطار وحدة الرؤية الإستراتيجية بين الضفة الغربية وقطاع غزة من خلال مفاهيم وقواعد جديدة تحتاج إلى وفاق فلسطيني عام تلتزم جميع الفصائل ببنوده التكتيكية والإستراتيجية.
وظني أن وجود خريطة جديدة للكفاح الفلسطيني ربما يكون عاملا إيجابيا لتجديد دماء المشروع الوطنى الفلسطيني.
ومن الآن وحتى موعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية المبكرة فى نوفمبر المقبل يجب حرمان إسرائيل من أي ذريعة تبرر لها خرق التهدئة بعد أن ارتفعت وتيرة ونبرة المزايدات الانتخابية التى دخل نتنياهو وحزب الليكود على خطها الأمامي!
خير الكلام:
<< من أخطاء البعض ينجح الآخرون!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: