رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
الساحل الشرير!

قصة كل صيف تتكرر وفي نفس التوقيت،ليتردد نفس السؤال الاستنكاري: لماذا كل هذا الصخب والسفه الذي يحدث في الساحل الشمالي؟

جدل كبير يصاحب رصد يوميات المصطافين في ساحل غرب الإسكندرية، وتشعل السوشيال ميديا درجة حرارة الصيف وهي تنقل بالصوت والصورة سلوكيات لقلة من رواد هذا الساحل وتلصقها بالأغلبية التي تمثل قطاعا عريضا من الطبقة الوسطى والطبقة الأعلى حتى علقت بالأذهان (فكرة خائبة) تكاد تصل إلى درجة اليقين بأن من يمتلك إمكانيات الترفيه يواجه اتهامات حاضرة:من أين لك هذا؟

الجديد هذا العام أن تصنيفا طبقيا تم وضعه لقرى هذا الشريط الساحلي الخلاب، فهذا الساحل (الطيب) ويمتد من قرية مراقيا حتى مارينا،وذاك الساحل (الشرير) ويشمل القرى الفاخرة في منطقة سيدي عبد الرحمن وما بعدها، ومفهوم أن هذا التصنيف، الذي يواكب التطوير الهائل للطريق الساحلي الذي لم يسلم هو الآخر من الغمز واللمز،يرسخ اشتباكات اجتماعية، وتنمرا طبقيا يمثل عنوانا قبيحا لصيف هذا العام.

وفقا لهذا التقسيم (الصيفي)،أصبح القادم من قرى الساحل (الطيب) رمزا للاستقامة وعقلانية السلوك،بينما يقبع نقيضه في الساحل (الشرير) حيث الحفلات الصاخبة وسهرات الشباب والبذخ في الإنفاق، واكتمل المشهد العبثي بجدل نسي معه المجتمع همومه المعيشية وانهمك الجميع في التهكم على أسعار بيع فلل جديدة بالساحل (الشرير) بلغت قيمة الوحدة 100 مليون جنيه، وجنت الشركة المالكة 34 مليار جنيه في 6 ساعات!

تجاوز المتنمرون الفكرة الأساسية التي قام عليها الساحل الشمالي قبل نحو 45 عاما وهي استغلال طموح الملايين من أفراد الطبقة الوسطى وما يعلوها في اقتناء منزل صيفي بحثا عن نسمة رائقة، كما تناسي هؤلاء الأهمية الاقتصادية لهذه المنطقة كونها مقصدا سياحيا شهيرا فضلا عن استيعابها عشرات الآلاف من الأيدي العاملة المؤقتة في شهور الصيف وتحقيق رواج هائل للسلع والخدمات، لينقسم المجادلون الى قسمين، أحدهما يستكثر على الأغنياء مالهم متناسيا حكمة الله في تقسيم الأرزاق، أما الفريق الآخر فيجد نفسه مختالا فخورا بتميزه الاجتماعي وسلوكياته حتى ولو نسب إلى الساحل (الشرير)!

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: