رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الإنقاذ بين أيدينا.. لماذا نهمله؟!

من المهم معرفة نتائج التحقيقات حول ما ارتكبه الكيان الصهيونى بحياة مجموعة من أبنائنا من أبطال الصاعقة وحقيقة ووقائع ما نشرته الصحافه الاسرائيلية عما ارتكب بحقهم من جرائم حرب ما كان يمكن للعدو اقتناصهم لولا ما ارتكب بحق قواتنا ومقاتلينا العظام فى 1967، ما يعنينا الآن معرفة حقيقة ما حدث لهذه المجموعة من أبطالنا واستعادة رفاتهم لتحتضنهم أرضهم ولا مجال لمقارنة بين ما فعله العدو بأسرانا من جرائم وبين الشرف الذى تعاملنا به مع أسراهم! أما عن حصاد زيارة الرئيس الامريكى للمنطقة فلا أعرف كيف ننتظر ممن صنعوا كل ما تشهده دولنا من كوارث أن يقدموا الحلول لها؟!.

◙ وأعود الى مواصلة ما يتناوله قلمى من هموم الواقع ومشكلاته ففى تصريح حاول به وزير التموين الأسبوع الماضى أن يطمئن المصريين, أعلن عن أن لدينا احتياطيا استراتيجيا من السلع الغذائية يكفى ستة شهور!! فماذا يا سيادة الوزير اذا كان بين ايدينا وفى ابحاث علمائنا وخبرائنا وتجاربهم التطبيقية فى الزراعة والغذاء ما يجعل عندنا ما يكفينا طوال العام ويجعلنا نعتمد على أنفسنا ونستغنى عن الاستيراد أو نجعله فى أضيق الحدود؟! وماذا يقرب المسافات بين ما يقدمه العلماء والخبراء من حلول لأغلب أزماتنا ويتجاهله بعض المسئولين ..اننى فى حيره لا أعرف كيف أفسر هذه الاشكالية أو أجد تفسيرا لها وخلاصتها كيف نتجاهل أو نهمل ما بين أيدينا من وسائل وإمكانات إنقاذ مثبتة بالعلم والأبحاث والتطبيق وأقرب مثال لم أتوقف عن الكتابة عنه طوال العام الماضى وهو رغيف العيش المصنوع من خليط محسوب ومدروس من دقيق أقماحنا ودقيق الشعير والتجارب الناجحة لتصنيعه على مستوى الأفراد ومعاهدنا القومية للغذاء والتى سعت بكل جهدها الباحثة سمية خضر وسعيت معها لتحويله إلى مشروع ينفذ على مستوى قومى من خلال معاهدنا لإنتاج الغذاء ودون زيادة تكلفة رغيف العيش على المواطن, وأثبتت فوائد زراعة الشعير للإنسان والأرض والحيوان د. هويدا أبوالعلا التى أجرت أبحاثها للدكتوراه على الحبة المباركة كما تطلق على الشعير لعظم فوائدها ونتائجها التى أجرتها ما بين مركز الطحن ومركز الخبز التابعين للقابضة للصناعات الغذائية ومركز البحوث الزراعية وكان محور البحث حل مشاكل الزراعة فى شمال إفريقيا.

◙ وفى مبادرة ومناشده لرئيس مجلس الوزراء لخص د. زكريا الحداد أستاذ الزراعة بجامعة بنها إنقاذ الزراعة فى عبارة دالة وكاشفة وهى ان تحديث الزراعة ضمان الحاضر وأمن المستقبل واستحالة حدوث التقدم المنشود دون تحديث لتقنيات الزراعة وترك الفلاح يزرع بالأساليب التقليدية التى كان يزرع بها أجداده فى بدايات القرن الماضى وإدراك ان ما تم تحديثه محدود جدا وضرب عشرات الأمثلة على معاناة فلاحينا مع وسائل الزراعة غير المتطورة رغم أنه خلال ثمانينات القرن الماضى وما بعدها نفذت مشروعات تحت إشراف وزارة الزراعة بميزانية لا تقل عن 2 مليار دولار أثبتت أن تحديث هذه الممارسات باستخدام نظم ميكنة يستخدمها العالم منذ عقود تزيد الانتاج بما لا يقل عن 50% وتقلل كميات التقاوى للمحاصيل الرئيسية بمقدار 4 مليارات جنيه وتقلل استهلاك الوقود بما لا يقل عن 250 ألف طن, كما أنها تتيح 250 ألف فرصة عمل, كما أنها أثبتت ان تفتيت الحيازات لم يكن عائقا مطلقا أمام تطبيق الميكنة حيث إنه تم تطبيق هذه الأنظمة وبنجاح فى آلاف الأفدنة وما يحدث فى مشروعات الدلتا الجديدة خير دليل على ذلك وما يشهده العالم من حروب تجعل من تحديث الزراعة فى الوادى والدلتا ضرورة حياة وإنقاذا لضمان الحاضر وأمان المستقبل، وزادها ضرورة، تأثير الحرب الروسية الاوكرانية على تجارة القمح فى العالم والقادم من مشاكل بالغة الخطورة !.

◙ كنت وسأظل أؤمن ان دعوات وسياسات تخفيف الأعباء عن الناس وجعل حياتهم أسهل واكثر عدالة ورحمة وجعلهم أقدر على تلبية مطالب حياتهم وقدرة الكشف والمصارحة باحتياجات القاعدة العريضة من المواطنين يجب ان تكون قواعد أساسية وملزمة للحوار الوطنى. وقد أسعدنى أن أجد هذا التوجه يظهر فى الجلسة الثانية للحوار الوطنى مع السعى لتوسيع قاعدة المشاركة لأكبر عدد من المواطنين ودون محاولة إخفاء النماذج المؤسفة التى تعصف بالعدالة وبثقة واطمئنان المواطن, وأشرت الأحد الماضى إلى مثال مؤسف عن غياب العدالة فى الدخول والحد الاقصى والحد الادنى لها وقدرة الجمع بين مرتبين وربما ثالث علاوة على مكافآت اللجان التى يشارك فيها هذا المسئول المحظوظ! وللأسف لم يصلنى رد أو توضيح أو اعتذار خاصة فيما ظهر من تولى مناصب مهمة دون امتلاك المؤهلات التى تؤهل لها وضرورة معالجة دعم دخول المعلمين والأطباء والمعاشات والمساواة فيما يطبق من أنظمتها وفقا للأفضل فى سنوات أعمارهم المتقدمة والانتباه إلى استثمار وتعظيم إمكانات الإنقاذ المتاحة فى جميع جوانب حياتنا والتى لم يكن تحديث الزراعة كما كتبه د. زكريا الحداد لتأمين الحاضر وضمان المستقبل الا نموذجا واحدا لها. وقد أعلنت كثيرا أن مصر دولة غنية بما تملكه من العلماء والخبراء القادرين على اطلاق ما فى هذا الوطن من ثروات وإمكانات بشرية وطبيعية وان تكون محورا من أهم محاور الحوار الوطنى الذى أعود لأؤكد أن تكون بوصلته الهادية لمؤسسات الدولة خاصة المسئولة عن حرية الرأى والتعبير واحترام اختلاف الرأى على أرضية وطنية تجعل الملايين الذين يمثلون الأرصدة والظهير الشعبى لدولة 30/6 يؤمنون بأهمية الحوار والنتائج التى ستترتب عليه.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: