رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
بايدن وأحجار الشطرنج !

هل فات الوقت على واشنطن لإيقاف النزيف البطيء لمصداقيتها في الشرق الأوسط؟ سؤال تردد بقوة قبل وبعد القمة العربية -الأمريكية في جدة، ولم تفلح تعهدات الرئيس الأمريكي جو بايدن في ختامها بالحفاظ على العلاقات الإستراتيجية مع دول المنطقة، في إقناع المراقبين بأن أمريكا عازمة بالأفعال وليس مجرد الأقوال وبنوايا صادقة على استعادة دورها المفقود في الشرق الأوسط منذ نحو عقدين.

كانت مصادفة تحمل دلالات واضحة بلا رتوش حين خرج رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير ليعلن،بينما كان بايدن على متن طائرة الرئاسة عائدا لبلاده،أن العالم يشهد مرحلة تحول تاريخية تمهد لنهاية الهيمنة الغربية سياسيا واقتصاديا. بلير يرى أن الصين بالشراكة مع روسيا تقودان تغييرا جيوسياسيا نحو عالم متعدد الأقطاب، والفضل يعود للحرب الأوكرانية. فرغبة الولايات المتحدة في استعادة زمام القيادة بالشرق الأوسط ستصطدم بحقيقة أن أحجار الشطرنج بالمنطقة تخلصت من جمودها وباتت تتحرك وفق ما تحدده المصالح والرغبة في توسيع العلاقات الإستراتيجية مع قوى أخرى، ولعل خيبة أمل واشنطن في موقف عربي مضاد لروسيا أو كبح التعاون مع الصين،تعكس حيوية تحركات دول المنطقة بعيدا عن النفوذ الأمريكي. لم تعد العقيدة التي وضعها الرئيس الأمريكي السابق كارتر، التي تقضي بالحفاظ على نفوذ أمريكي دائم بالمنطقة،تحظى بنفس قوة زخم الماضي،حين كانت تمثل أهم مبادرات السياسة الخارجية الأمريكية في الخمسين عامًا الماضية، وظلت حجر الزاوية في استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط لفترة طويلة. فقد فقدت الولايات المتحدة تلك المساحة (المريحة) التي اعتادت أن تستخدمها للمناورة لدعم اقتصادها وأمنها القومي، ومثلت القضايا التي جاء بايدن لبحثها مثل ترميم العلاقات مع العرب والقضية الفلسطينية مجرد (حشو) للهدف الأكبر من الزيارة وهو زيادة تدفق البترول لإخماد ثورة الأمريكيين بسبب ارتفاع أسعار الطاقة ما يهدد حزبه الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونجرس. الأهم الآن هو مانمتلكه نحن من أوراق الحلول لأزمات المنطقة، فلا دعم مجانيا لبايدن وإدارته، بل المطلوب إعادة ضبط العلاقات معها بعيدا عن الإملاءات، وتعزيز الشراكة مع قوى أخرى في إطار تبادل المصالح، والإصرار على أنه لا عودة إلى الماضي بترهاته!

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: