رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الزيارة.. والعدالة.. ونداء الخانكة

اكتب هذا المقال قبل أن يشهد العالم وقائع زيارة الرئيس الأمريكى للسعودية واثقة أنه مهما اختلفت التفاصيل فلن تخرج عن استنزاف جديد لإمكانات الأمة العربية ووضع قناع جديد للاستغلال والتمكين للكيان الصهيونى الذى يقول رئيس وزرائه إن الرئيس الأمريكى سيحمل رسالة سلام وأمل بين إسرائيل والدول العربية, ولم يقل هل سيكون مثل السلام والأمل الذى يقدمه الكيان الاستيطانى للشعب الفلسطينى منذ بدء تنفيذ الوعد المشئوم لاحتلال فلسطين كنقطة انطلاق لتمكينهم من المنطقة كلها وتقسيم دولها وإعادة ترسيم حدودها بصراع ودماء أبنائها وما يتوالى تكشفه من جرائم حرب أحدثها ما ارتكب مع أسرانا من الجنود ونتائج ما طالبت به مصر من تحقيقات عما جرى لأبنائها!. وفيما جاء فى مقالة بصحيفة واشنطن بوست لم يدهشنى ما كتبه الرئيس الأمريكى أن الزيارة للحفاظ على بلاده قوية وآمنة, علاوة على مساعدته على تخفيف السخط الذى يتصاعد عليه فى بلاده خاصة بسبب ارتفاع أسعار الطاقة .. أما ما أكد قصور إدراكه عن حقيقة ما يحدث فى المنطقة, فجاء فيما كتبه أن الشرق الأوسط أصبح أكثر استقرارا وأمانا لا يدرى أنه الهدوء الذى يسبق العواصف على ما قادت إليه سياستهم من تدمير وتخريب وانهيارات للدول الوطنية. ومن أهم الادعاءات التى جاءت فى المقال ما كتبه عن حقوق الإنسان واحترام الحريات التى يكذب حدوثها حتى فى بلاده مفكرون أمريكيون يدقون أجراس الخطر عن الانهيارات الاقتصادية والإنسانية والصحية التى يعانيها على وجه الخصوص الأطفال والمسنون هناك ولن تصمد الأكاذيب والادعاءات على الأرض التى مشى عليها سيد الخلق صلوات الله وسلامه عليه وبين الشعوب صاحبة الحضارة والتاريخ ونموذجها العظيم فى مصر طال أو قصر أمد الادعاءات والمؤامرات والأكاذيب فلابد من نهاية قادمة لأطماع ومخططات المستعمرين الجدد كما حدثت لقدامى المستعمرين.

◙ وفى إطار الأجواء الروحانية التى ارتبطت بشعيرة الحج والأضحى لا يفوتنى توجيه التحية إلى وقائع مهمة يجب ألا تعبر دون أن نعطيها حقها من الاهتمام ابتداء من فزع المجتمع من بشاعة جريمة سلب حياة طالبة بادعاء حب مريض ولكن قدر ما أثارته الحادثة من فزع وغضب قدر ما استعاد المصريون اطمئنانهم بالسرعة القياسية التى استوفت بها النيابة العامة تحقيقاتها وبالدقة الكاملة لاستيفاء الأركان القانونية وبما لا يتجاوز ربما ساعات ولتدور بنفس السرعة وقائع المحاكمة وصدور الحكم الذى رد للمجتمع اطمئنانه وبما يستوجب التقدير للأمناء والشرفاء من حراس العدالة وأمان وأمن الضمير الجمعى والثقة بأنه لن يفلت بجريمته من يجرؤ على المساس بهذا الأمن والأمان, وكما يتجلى فى سرعة مواجهة مجموعة الأحداث الغريبة والطارئة على الجماعة المصرية.. التحية واجبة للنائب العام المحترم المستشار حماده الصاوى والقاضى الجليل بهاء الدين المرى وما ضمه الحكم من وثيقة أدبية إنسانية بليغة لإيقاظ مسئولية المجتمع تجاه أجياله الجديدة.

◙ أسعدتنى مؤشرات مهمة بدأت بها الجلسة الأولى للحوار الوطنى وأرجو ان يكون ما جاء فيها بوصلة هادية لمؤسسات الدولة وأنه لا مصادرة لرأى مهما اختلف احتراما للقاعدة الدستورية المستقرة والملزمة ببناء دولة ديمقراطية مدنية حديثة لتؤمن الملايين بجدية ومصداقية الحوار والنتائج المهمة التى تترتب عليه.. وأرى أنه فى مقدمة ما يجب أن يناقشه الحوار القضايا الأكثر تأثيرا فى حياة الناس وتلعب الدور الأكبر فى معاناتهم وأقرب ما يحضرنى مما لا عدد له من هذه الوقائع المؤلمة ما يتعلق بما يتقاضاه العاملون فى الدولة وكيفية تطبيق الحدود العليا والحدود الدنيا.. وفى نموذج أوضحه النائب محمد راضى فى بيان عاجل أمام مجلس النواب ووجهه إلى رئيس مجلس الوزراء ووزير التموين عن نقل أحد العاملين فى وزارته وكان يتقاضى فيها 52 ألف جنيه ـ وفى المنصب الجديد المهم الذى نقل إليه ظل يحتفظ بهذا المرتب إلى جانب تقاضى 82 ألفا من الجنيهات من المنصب الجديد, أى حوالى 134 ألفا من الجنيهات إلى جانب ما يتقاضاه من مكافآت عضويته فى لجان أكثر من جهة حكومية وليزداد الطين بله- أضاف النائب- أنه علاوة على تعيين العشرات من أقارب هذا المسئول لا يحمل مؤهلا يؤهله لأهمية وخطورة منصبه .. وفى بلد يعانى ما تعانيه مصر من ظروف اقتصادية تنعكس ألما على حياة الناس, هناك البعض من يصل ما يتقاضاه موظف واحد الى هذه الأرقام وماذا عما يتقاضاه الآخرون وبما يجعل قضية عدالة الدخول واحدة من أهم القضايا الحياتية التى يجب ان يتناولها الحوار الوطنى.

◙ البحث عن العدالة الصحية لا يقل أهمية فالإعلامى الكبير عليوة الطوخى يكتب لى مذكرا بما تناولته فى مقال سابق عن مشاكل مستشفى الخانكة المركزى ــ المستشفى الوحيد الذى يخدم المنطقة ــ والذى أنشىء بعد إزالة المبنى القديم وتكلف 320 مليون جنيه ورغم مرور عشر سنوات على انشائه لم يفتتح حتى الآن رغم أهمية خدماته لأبناء المنطقة خاصة عمال المناطق الصناعية وما يتعرضون له من حوادث لا قدر الله تقتضى توافر خدمات طبية عاجلة وقريبة, بالاضافة الى أن د. محمد معيط وزير المالية أعلن استعداد الوزارة لتوفير الاعتمادات المالية لاستكمال إنشاء المستشفى والعمل على سرعة افتتاحه ويرسل أبناء المنطقة استغاثتهم الأخيرة للدكتور خالد عبد الغفار القائم بأعمال وزير الصحة لسرعة افتتاح المستشفى بعد عشر سنوات من الانتظار!.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: