قارون من قوم نبى الله موسى عليه السلام آتاه الله من الكنوز التى لا تستطيع العصبة أولو القوة أن تحمل مفاتيحها، ولكنه اتخذها وسيلة للتكبر على قومه، كما منحه الله تعالى العلم الوفير والذى نسبه لنفسه وأنه حققه بمواهب وقدرات خاصة به، وقد تمنى الكثير من قومه أن يكونوا مكانه، وأن يعيشوا حياته ويتمتعوا بكل ملذات الحياة التى انغمس فيها، وكانت النهاية أن خسف الله به وبداره ليكون عبرة لمن تمنوا مكانه بالأمس.
قارون فى القرن الحادى والعشرين لم يعد شخصا واحدا بل كثيرحسب منصبه، فهناك مثلا بعض الفنانين أو لاعبى كرة القدم مجرد دخوله عالم النجومية يقوم بإحاطة نفسه بسياج من الرفاهية والفخامة ومجموعة منتقاة من البودى جاردات معلنين ممنوع الاقتراب من هذا الشخص أو تصويره، مهتما بنشر صوره وألقابه فى كل مناسبة معلنا أنا الأفضل.
أيضا بعض رجال الأعمال ينفقون جزءا كبيرا من أموالهم لزوم الوجاهة وكيد النساء والأعداء متناسين أن هذا المال يجب أن يكون نصيب منه لمشروعات البلد الذى قدم لهم الكثير حتى أصبحوا من الكبار.
أما الفئة من قوم موسى والتى تمنت مكان قارون أصبحت أعدادا كبيرة تتمنى أن تكون بهذا الثراء الفاحش دون النظر لمصدره، سواء كان حلالا أو حراما أو برفع سعر سلعة أو كشف طبيب، أو ثمن حصة درس خصوصي.
احترس .. فدائرة قارون أصبحنا نقترب منها رغبة فى الفيلا والسيارة ورصيد البنوك دون النظر للنهاية التى قد تكون الخسف أو أشد منه.
لمزيد من مقالات ◀ د.عادل صبرى رابط دائم: