لا يزال تيار ظلامي فاشي يعيش ويتنفس بين ظهرانينا،لايفوت فرصة كي ينقض على دفة قيادة المجتمع،لايعدم الوسيلة لإرهاب الناس والتلاعب بمشاعرهم والمتاجرة بآلامهم.
مصر تحتفل بإنجازات أبنائها،تتشرف بمن يحملون علمها خفاقا يناطح السماء،ونحن نشتاق لأي إنجاز قاري أو عالمي يتردد فيه اسم بلادنا،فتغسل أرواحنا وتشحذ وطنيتنا مشاعر فخر واعتزاز نتوق لبقائها طويلا.وعلى العكس نجد من هم من أبناء جلدتنا من يتمنون توقف الحياة على هذه الأرض، ينفثون تشاؤمهم وكراهيتهم لهذا المجتمع ويهمشون (جهلا وغباء) أي إنجاز وطني عبر متنفسهم الأقرب (السوشيال ميديا).
فبينما كانت فتاة مصر الذهبية بسنت حميدة تقتنص الميداليات الذهبية في دورة ألعاب البحر المتوسط انشغل الظلاميون بزيها الرياضي،ليقذفوها بكل ما أوتيت به ألسنتهم من قبح وكراهية، وانقسم هؤلاء إلى فريقين أحدهما يغتال بطلة مصر معنويا والآخر يغتاب نجم مصر محمد صلاح وهو يحتفل خلال إجازته باليونان بتوقيعه عقدا ضخما مع نادي ليفربول،بينما كان يرتدي (شورت) لم يكن على هوى هؤلاء،وبدلا من أن يتركوه لفرحته لاحقته الاتهامات بانتهاك عورة جسده!
نفس هذا التيار كان يقود تعمية الحقيقة في واقعة نحر الفتاة نيرة على أعتاب جامعتها، فحاول جر القضية نحو ملابس الضحية وسلوكها وهو ما دحضته اعترافات القاتل بالمحكمة. يقتات مثل هؤلاء على (شطحات) (شيوخ التليفزيون) من يوجهون سهام التحريض ضد المرأة غير المحجبة، ولم يتورع شيخ منهم عن مقايضة المرأة، الحجاب أو(القفة) مقابل حياتها!
أفكار الظلاميين لا تتجزأ ولا يحيدون عن تكفير من لايسير على هواهم، نصبوا من أنفسهم قضاة وجلادين، مصلحين وعارفين بما ينفع هذا المجتمع، وزادت شراستهم بعد أن توارى حلم حكم البلاد، ليتحولوا نحو توجيه الرأي العام نحو التشدد، لا تفارقهم ذكريات ماض قريب حين كانوا شركاء في نشر العنف في الشوارع، وتوجيه الشباب نحو معسكرات الإرهاب بالداخل والخارج، قبل أن يتحولوا إلى (خدعة) التوعية الاجتماعية والدينية للهروب من الملاحقة الأمنية.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: