رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الوفاء لأصحاب الثورة.. وهذا الخطر

فى مثل اليوم قبل 9 سنوات كانت السيارة التى أستقلها تحاول شق طريقها وسط أمواج البشر الذين امتلأت بهم شوارع وميادين مصر أملا فى الوصول فى موعدى للقاء الفريق العصار رحمة الله عليه والذى كان نموذجا محترما للقيادة العسكرية فى انتمائها وتلبيتها كل ما يقدم من مطالب وشكاوى مدنية وشعبية.

ورغم عدم علمى بتفاصيل اللقاء فمثل ملايين المصريين كنا نتطلع الى السماء والى قواتنا المسلحة لندعوا لاستجابتها لرغبة الملايين فى إنهاء محنة حكم الجماعة بعد ما أسفر عنه عام حكمهم من أخطار ومهددات تتهدد التاريخ والجغرافيا وأرصدة آلاف السنين من الحضارة والثقافة والاستنارة والوسطية الايمانية والإبداع ... كانت الدعوة كما تبين لى فيما بعد للمشاركة فى الوقفة التاريخية التى كانت تستحقها جميع نساء بلادى المكافحات والصابرات واللائى كان كفاحهن ومشاركتهن فى جميع حلقات نضال مصر ومن أهم دعائم قوتها وعوامل انتصارها ... أحسست بأن وقفتى تتويج لهن جميعا فأنا فى النهاية أشرف بأنى واحدة منهن، أيضا أحسست بأن الدعوة تتويج لتاريخ من عشقى وانتمائى لبلادى وتخفيف إلهى من ألم عميق أحسسته لتصديق ادعاءات الجماعة بالمظلومية والبراءة مما امتلأ به ماضيهم من خطايا ودماء. وأعترف بأن شاغلى الأهم فى هذه اللحظات المصيرية كان الا يحدث ما أحسست بأن الجماعة تعد له من انقسام المصريين ودخولهم فى مواجهات وحرب أهلية لم تحدث فى تاريخهم ولم يستطع أن يوقعهم فيها الغزاة والمستعمرون بدليل أن تكوين الجماعة كان صناعة استعمارية وظلت وحدة صف المصريين فى مقدمة عوامل انتصارهم على كل ما شهدت بلادهم من غزوات وغزاة ومؤامرات! وكما أكدت فى شهاداتى من قبل ان حماية الدم المصرى ـ كل الدم ـ من الإهدار كانت الشاغل الأول والاساسى والذى حققته استجابة القوات المسلحة لإرادة الملايين بعد الفرص المتعددة التى أتيحت للجماعة للمشاركة عبر طرح نفسها لاستفتاء شعبى جديد والذى رفضوه رفضا قاطعا! بوهم أن يستطيع اعتصامهم فى رابعة أن يستعيد لهم ما ضيعوه بأيديهم وما ارتكبوه من محاولات لتفكيك مفاصل وثوابت أول دولة فى التاريخ وزرع كوادرهم فى كل ما يدعم الانهيار الذى يمكنهم من المستحيل وهو السيطرة على بلد بحجم مصر وبالمكونات الحضارية الثقافية والإيمانية الوطنية لشعبها الذى لم يكن بحاجة لأكثر، مما حدث خلال عام ليدرك حجم المأساة فى كل يوم جديد يمتد إليه حكم الجماعة بدعم من إدارة أوباما لتنفيذ مخططات الفوضى الخلاقة وإلحاق مصر بالدمار الذى حل بالدولة الوطنية فى الوطن العربى التى مازالت تنزف دماء أبنائها حتى الآن.

> لا أظن أننى كنت وحدى صاحبة اليقين فى نصر عزيز يشمل به الخالق عز وجل مصر ويحقق انتصار ارادة الملايين المحبين والمخلصين والخائفين على مصير بلدهم .. لم تكن هناك فى هذه اللحظات الفاصلة فى تاريخنا مظنة خوف أو فشل لا يحدث ولم يحدث عبر تاريخها الطويل والعميق الا اذا انفرط عقد تماسك أبنائها.. لذلك كنت وسأظل من أشد المؤمنين بضرورة توفير وتقديم كل ما يدعم هذا التماسك ويكافىء ماقدموا من تضحيات ويخفف عوائد وتوابع الأزمات عن الأرصدة والظهير الشعبى ـ المكون الحقيقى لدولة 30 يونيو ــ هذه الاعباء التى لم أتوقف عن الكتابة عنها داعية وراجية ان يكون التخفيف والدعم والانتصار لهذه القوى الشعبية من أهم ما يحققه الحوار الوطنى الذى أرجو ان تكون نتائجه المرجوة دعما لما حققته مصر من إنجازات وجزءا من الوفاء الواجب لأصحاب الثورة الحقيقيين.

> وكم يؤلمنى ان انتقل من الاحتفاء بانتصارات عظيمة لإرادة هذا الشعب لأتناول أعراضا مرضية غريبة عليه وتتناقض مع مكوناته الأصيلة من سماحة ورحمة وطيبة أقصد بالطبع ما انتشر وتمتلىء به الصحف يوميا من جرائم قتل وسفك دماء زوجات وأزواج وأطفال ويبدو لى ان الأخطر من مجموعة الجرائم التى ارتكبت فى الشهور الأخيرة محاولات متطرفة تحاول استغلالها لخدمة توجهاتها التى لا علاقة لها بصحيح الدين وجعلها فى مقدمة أسباب إرتكاب مجرمين جرائمهم مثل نسبتها إلى عدم ارتداء الحجاب مع أنه فى حوادث كثيرة كانت الضحايا من المحجبات وكان الأولى أن يكون الدين دافعا للدفع بالتى هى أحسن وتغليب الرحمة واحترام حق الحياة. إن الانحراف بتفسير الجرائم بما يخدم توجهات متطرفه يأخذنا بعيدا عن مناقشة ما أرى أنه الأخطر والذى تتشابه فيه أغلب الجرائم وهو قدر العنف والضرب المبرح الذى يفضى الى موت الضحية وسهولة الذبح فى وضح النهار ووسط الناس وغياب الشهامة والنخوة المصرية واستبدالها بالتصوير ونشر المذبحة على المواقع الالكترونية .. لقد بدا لى كأننى اكتب عن شخصية غير الشخصية المصرية التى عشقت مكوناتها الانسانية وقدرتها على التعالى والتسامى فوق الألم والتحديات مهما كانت وادهشنى انه فى بعض الجرائم كانت مقدمات كثيرة تنذر بحدوثها ودون ان تجد من المؤسسات الكثيرة الرسمية والمدنية والدينية من يسارع الى حقن الدماء قبل اهدارها ورد العقول الى صوابها وايقاف تمادى العنف وحماية من يقعون تحت سطوته ... ووسط ذروة هذه المأسى سمعت لأول مرة عن الخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية بوزارة الصحة والسكان؟! وهناك المركز القومى للبحوث الاجتماعية وأقسام علم النفس والاجتماع بجميع جامعاتنا ومؤسساتنا الثقافية والتربوية والتعليمية والدينية اسلامية ومسيحية .. فلماذا نترك المواطن وحده؟.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: