السياحة في مصر تمرض ولا تموت،هذه حقيقة ساطعة أثبتتها الأحداث الجسام والأزمات المتكررة التي ضربت هذا الرافد المهم الداعم للاقتصاد القومي.
مصر حافظت على مركزها ضمن أهم عشر وجهات سياحية في العالم خلال العام الحالي،والأولى إفريقيا والـ 51عالمياً في مؤشر تنمية السياحة والسفر لعام 2021، إلى جانب فوزها بالمركز الثاني كأفضل وجهة للغوص في العالم.كل ما سبق جميل ويستحقه تاريخ مصر السياحي المتنوع ما بين الديني والثقافي والترفيهي،لكن هل نحن مستعدون لتغيير ثوري بدأ في خريطة السياحة العربية،شرعت فيه دبي قبل سنوات وحققت نتائج مبهرة،وها هي السعودية تقفز سياحيا بخطوات واثقة للمزاحمة في تورتة السياحة العربية والعالمية؟
حتي سنوات قليلة ماضية كانت السعودية مجرد وجهة للسياحة الدينية،لكن عبر (رؤية 2030 ) التي تمهد للإعتماد على مصادر أخرى للدخل الوطني غير البترول،حقق قطاع السياحة بالسعودية قفزات لم يكن يتخيلها أكثر المتفائلين بهذه الرؤية، وتكفي الأرقام للتعبير عن ذلك، فالمملكة تستهدف الوصول إلى 70 مليون سائح خلال العام الحالي، و100مليون بحلول 2030، لإضافة مليون وظيفة جديدة بحلول نفس العام، ورفع نسبة مشاركة القطاع السياحي في الناتج المحلي إلى 10%.
قد ننظر لدبي،وجهة السفر الأكثر شعبية بالعالم وفقا لأحدث استطلاع سياحي،على أنها خارج المنافسة كونها مدينة ترانزيت تمثل السياحة موردها الأساسي،لكن هل نحن جادون في منافسة بدأت في منطقة البحر الأحمر حيث تضع السعودية مليارات الدولارات لإقامة بنية سياحية قوية وفاخرة،ليست قادرة فقط على منافسة منتجعاتنا القريبة،بل ومزاحمة كبار الدول المستقبلة للسياحة في البحر المتوسط أيضا؟
لا تزال خطواتنا في المنافسة تمضي في تقدم مشوب ببعض التعثر بفعل الروتين والبيروقراطية العتيدة،لا ننفي انتعاشة قوية يشهدها قطاع السياحة المصرية منذ مطلع 2022 مع تراجع جائحة كورونا وبالرغم من تأثيرات الحرب الأوكرانية،إلا أن مواجهة منافسة سياحية عاتية مع الدول المتشاطئة في البحرين الأحمر والمتوسط يتطلب خططا قصيرة وطويلة الأمد تبدأ من حماية السائحين من المتطفلين عند هضبة الأهرام!.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: