لم يعد التمترس خلف (الكى بورد) أو لوحة أزرار المحمول أو اللابتوب، يوفر لك الحماية وأنت تخوض عبر وسائل التواصل الاجتماعى فى أعراض الآخرين أو تنال منهم ذما أو سبا أو تنمرا أو حتى على سبيل الهزار الثقيل، ظنا بأنك بعيد عن أيدى ضحاياك، فالعقاب الذى قد يصل إلى السجن أو على الأقل الغرامة المالية أصبح أقرب مما تتصور، واسأل ماركوس راشفورد! راشفورد لاعب كرة فى نادى مانشستر يونايتد الإنجليزى، وأصبح فجأة الاسم الأكثر شهرة فى مصر من بين لاعبى الدورى الإنجليزى، بالرغم من أن الكثيرين ربما لم يكن لهم معرفة سابقة باللاعب، وأنا منهم!
لكن خلال أيام قليلة تجاوزت شهرة اللاعب فى مصر الآفاق، بل وبات حديث الصباح والمساء فى مدينة أبو كبير بمحافظة الشرقية، فاللاعب أصبح فى خصومة قضائية مع طالب من أبناء المدينة، والاتهام الذى تنظره المحكمة حاليا قيام الطالب بتوجيه إهانات وعبارات عنصرية للاعب فى إحدى صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة به.
بغض النظر عن براءة الطالب أو إدانته فالأمر أمام القضاء، لكن ما يهمنا أن يتعلم الجميع من هذا الموقف لأن أغلبنا يظن أنه مباح له أن يلقى بأية أثقال من الآراء الغاضبة والتجاوزات فى حق الآخرين ظنا بأن فضاء السوشيال ميديا لاضابط له، ولا سيما اطمئنان معظمنا أن النيل سبا أو تنمرا من شخصيات شهيرة أو غير معروفة تعيش على بعد آلاف الكيلومترات يجعلنا بمنأى عن العقاب على أفعالنا المذمومة، ربما ليقين لدى البعض بأن ضحايا مثل تلك الجرائم داخل مجتمعنا قد لا يحصلون فى بعض الأحيان على حقوقهم.
من الآن عليك أن تفكر كثيرا قبل أن تستسلم لنفسك الأمارة بالسوء، التى قد تزين لك التهجم على الصفحة الشخصية للنجمة الشهيرة التى تعيش بإحدى الجزر المنعزلة فى المحيط الهادى لأن ملابسها جريئة، أو التنمر من لاعب كرة فى دورى بورتوريكو لأن ملامحه تثير سخريتك، واعلم أن يد القانون قادرة على الإمساك بك وأخذ حق ضحاياك مهما تطل المسافات.
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: