حديث الوطن
فيس بوك.. ونجم مانشستر.. وطالب الشرقية

أصابتني الدهشة عندما سمعت من شخص قريب منى أن صديقا له فقد بصره منذ فترة، لكنه لم يستطع الاستغناء عن حسابه على (فيسبوك فظننت أنه تعلم الكتابة بطريقة برايل وأنه تطور لدرجة استخدام الكمبيوتر وهو كفيف فجاء رد الصديق المشترك أن زوجته وأحفاده يكتبون له ما يمليه عليهم ويقرأون له التعليقات ويتابعون له كل دوائر اهتماماته ، لم أستوعب ما سمعت فقلت ألم يتذمروا منه أو يعترضواعلى ذلك، وكيف يتحملون التواصل المستمر خاصة أنه يحتاج إلى خدمات أخرى مثل الطعام والشراب وغير ذلك وأنه من الممكن أن يستمع إلى محطات الإذاعة مثله مثل فاقدي البصر الذين اعتادوا على ذلك… أجابني الصديق بأنهم يفعلون ذلك بكل حب وهم فى غاية السعادة ، فدعوت لهذه الزوجة الصابرة العظيمة التى تقف بجوار هذا الزوج الكفيف لتخفف عنه لدرجة أنها لا تحرمه من متعة الهوس بالتواصل عبر السوشيال ميديا وقنوات الإنترنت التى أصبحت أهم وسيط إعلامى فى هذا العصر ، هذا الهوس الذى أصبح مرضا مزمنا للكبار والصغار والمرضى والاصحاء، فمعظم الشباب والفتيات والاطفال يعيشون حالة انطواء وانزواء خلف التاب واللاب توب والموبايل، لقد أصبحت ثقافاتهم مختلفة وهويتهم باتت مهددة فالاطفال يتأثرون كثيرا بكل ما هو غربى، خاصة التلاميذ والطلاب الذين يدرسون اللغات الاجنبية فهم بالفعل أصبحوا فريسة لهذه الثقافات، وأصبحوا ساخطين على حياتهم وأصبح الغرب لايحتاج إلى بذل أي جهد لتغزو أفكاره المجتمعات الأخرى ..

هذا المقال تؤكده قضية ماركوس راشفورد اللاعب الدولى ونجم مانشستر يونايتد الذى يقاضى طالبا بقرية صغيرة بمحافظة الشرقية ، وقد أرسل إلى المحكمة المصرية عشرة محامين لمقاضاة الطالب وتأكيد تهمة السب والقذف له على الإنترنت وعلى صفحة اللاعب الشخصية.