معلوماتى فى الرياضة شديدة التواضع ولا أعرف الحقيقة وراء ما يكتب ويطلق عليه البعض صدمة بسبب تمثيل لاعب اسكواش مشهور لانجلترا بدلا من بلاده وهو الأمر الذى أرجو أن يناقش فى إطار اكبر يتناول الظواهر الايجابية والسلبية لانتماء الأجيال الجديدة لبلدهم, ولماذا أصبح الحلم الأكبر لدى بعضهم الهجرة والعمل فى الخارج والحصول على الجنسية.. أؤكد أن هذه ليست قاعدة لكل من خرجوا فمازلت أؤمن أنه ليس مثل المصريين حبا وانتماء لبلدهم ولكن يجب ان تكون لدينا شجاعة الاعتراف بالمتغيرات والسلبيات التى تعصف ببعض الشباب وأن رعايتهم والاهتمام بهم يجب أن تهتم بدراسات وتحليل اجتماعى ونفسى وانسانى واقتصادى وهل يتم بعدالة توفير الاهتمام بهم وإتاحة فرص وإمكانات العمل والنجاح بلا تمييز ومهما تواضعت المكانة والوجاهة المادية والاجتماعية التى يؤدى اختلالها إلى المشاعر السلبية تجاه انتماءاتهم، خاصة أن الدستور ينص على بناء دولة مدنية وديمقراطية حديثة تؤمن بعدم التمييز وسيادة وعدالة المواطنة والمحاسبة.. وأعيد إلى ما أصاب الانتماء ما نشهده فى مختلف مجالات التميز والتفوق والإبداع وفى مقدمتها هجرة الأطباء الشباب وما كان يمكن أن نحققه من استثمار كنوز علمائنا وباحثينا من الشيوخ والشباب الذين تنافس عليهم أكبر جامعات ومراكز أبحاث الدنيا, ومن المهم أن يستعان بهم فيما تعد له مصر الآن من مشروعات قومية وزراعية فيها، على سبيل المثال الدلتا الجديدة وزراعة ملايين الأفدنة فى الصحراء بعد ما ضاع وأهدر من أخصب أراضى الوادى القديم ـ أعلنت وزارة الرى فى 16فبراير2022 أنه وصل إلى 2 مليون فدان. لقد تغير كل شيء.. إمكانات الأرض والمياه المتاحة بعد دخولنا تحت خطوط الشح المائى ومع ذلك لم ينفد ما لدى علمائنا وباحثينا من حلول كتبت عن كثير منها من عشرات السنين مثل الأرز الذى يروى بمياه البحر والقمح الذى يكفيه رية واحدة وعاد يتحدث عنهما وعن غيرهما من حلول مهملة باحث بمركز الأحياء بجمهورية التشيك .د. عبد الله شرف ـ وقد احتاج إدراك مسئولينا للاهتمام بزراعة القمح أكثر من ربع قرن لم تمنعنا حتى الآن من الاضطرار لاستيراد 8 شحنات قمح جديدة تصل إلى 480 ألف طن بتكلفة مليار دولار ستتيحها المؤسسة الإسلامية لتمويل التجارة هذا العام، كما أعلن وزير التموين منذ أيام، بينما على مياه الأمطار تمت زراعة 200 ألف فدان بالشعير الذى واصلت النداء لتحويل زراعته إلى مشروع قومى يشارك فى إنتاج رغيف الخبز ويخفض نسب ما نحتاج إلى استيراده من أقماح وندفعه من أرصدة العملة الصعبة.. وتوفير ضمانات وسلامة ما نحن مقبلون عليه من زراعة آلاف الأفدنة فى صحارينا وكيف نحميها من مصير مشروعات زراعية، أنفقنا عليها المليارات كما فى توشكى عندما بدأ المشروع فى يناير 1997 أملا فى مضاعفة الأراضى المزروعة وتوفير ملايين من فرص العمل الجديدة ... ولما لم تتوافر مقومات النجاح توقف المشروع الذى عدنا لإحيائه على أسس علمية وإدارة رشيدة فى السنوات الأخيرة... فهل تعلمنا من الدرس لنحمى المشروعات القومية الجديدة من الفشل ولماذا لا نعقد مؤتمرا من علمائنا وباحثينا فى جامعاتنا ومراكز أبحاثنا فى الزراعة والرى ليناقشوا هذه المشروعات والضمانات التى يجب أن تتوافر لنجاحها فى ظل المتغيرات التى تعصف بالعالم كله وجعلت حتى كبار دوله وأغنى أغنيائه يتوقعون المزيد من الانهيارات والعواصف الاقتصادية وخاصة فى نسب الفقر والجوع والجفاف وشح المياه وتوقف سلاسل الإمدادات والتى بدأتها بالفعل دول كثيرة.
> وأنا اكتب هذه السطور عن ضرورة أن تستقوى الدول بالاعتماد على قواها الذاتية البشرية والطبيعية اكتشفت ان الأمم المتحدة اعتبرت السابع من يونيو يوما عالميا لسلامة الغذاء ووضعت له هذا العام عنوانا هو: نحو غذاء أفضل للإنسان, وهو ما يؤكد التناقض بين ما ترفعه المنظمات العالمية من شعارات والواقع الذى يعانيه البشر ليس فى مجال الغذاء فقط ولكن فى كل ما يتعلق بالشعوب الأكثر ألما واحتياجا والذى يمثل سكان إفريقيا القاعدة العريضة منهم. وأعادنى الشعار الأممى لسلامة الغذاء الى الدعوة التى توجهت بها مرارا إلى المعاهد والمؤسسات المسئولة عن سلامة الغذاء فى بلادنا لابتكار أنظمة غذائية تستلهم تراثنا الغذائى وتعتمد على ما تنتجه أرضنا من غذاء وتتلاءم وطبيعة أجسامنا فكل شعب له خريطته الجينية فى الغذاء وتستطيع ان توفر أنظمة غذائية صحية تعالج ما يعانيه أطفالنا من أمراض تقزم ولين عظام وهزال وهو ما وجدت مؤسسة أهلية تستلهم هذا التراث الغذائى وتقدم نماذج رائعة فيه وهى مؤسسة .د. ميره لإحياء جذورنا الحضارية فى توفير الأمن الغذائى, وهو أيضا ما دعانى أن أتوجه بدعوة إلى جميع معاهدنا القومية لصناعة وسلامة الغذاء لإنتاج أغذية عالية القيمة الغذائية متواضعة التكاليف تتلاءم وتلبى الاحتياجات والنواقص الصحية والغذائية والاقتصادية لملايين المصريين خاصة إذا اشتدت وتفاقم الجوع والفقر والعزلة العالمية ولم يعد أمام الشعوب إلا أن تكتفى بما تنتجه وان نبدأ هذه الثورة الغذائية بعيش ومخبوزات الشعير بعد ان نحول زراعته إلى مشروع قومى وبما نقدمه لأبنائنا من مواد للتغذية فى مدارسهم.
◙ العالم المهدد لن ينجو منه إلا من يستقوون بقواهم وقدراتهم الذاتية وثرواتهم الطبيعية والعلمية والبشرية وفى مقدمة هذه القوى شباب مؤمن ومنتم لبلاده تتوفر له جميع عوامل ومقومات الأمان النفسى والعقلى والروحى والاقتصادى والإيمان بحقه فى أن يتفق ويختلف دون أن يفسد الاختلاف للوطن قضية.
لمزيد من مقالات سكينة فؤاد رابط دائم: