رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
(فقاعة) صلاح!

وسط حياة شديدة التعقيد،باهظة التكاليف،متراكمة الأعباء والمسئوليات،يكون الحنين قويا وحيا دائما إلى حياة بسيطة دافئة،بلا ضجيج أو وجود لم يعد مرحبا به لوسائل التواصل الاجتماعى التى فعلت ما فعلت فى حياتنا ولم يكن معظمه نافعا!

أنت تتوق إلى التئام شمل عائلتك،واستلهام حياة أسرية طبيعية يغلفها الدفء والتماسك كنت تعيش تفاصيلها بين أسرتك الكبيرة منذ زمن بعيد،لكن حلمك المشروع فى جمع شتات أسرتك الصغيرة الموزع أفرادها بين أركان منزلك وغرفه،يدهسه جهاز محمول لعين، يلازم كبار وصغار عائلتك، كل يعيش عالمه الافتراضى فى (فقاعة) تمنحه شعورا زائفا بالاستقلالية والأمان ! كسر هذه (الفقاعة الشريرة) كان هدف نجم مصر محمد صلاح فى إعلانه الجديد الذى يروج لأحد التجمعات السكنية،حيث يدور حوار بينه وبين طفلة مشغولة بمحمولها، وكان صلاح يحاول إقناع الطفلة بممارسة الرياضة بعيدا عن سطوة السوشيال ميديا،خاصة وأن والدى الطفلة أبديا امتعاضهما من انشغال ابنتهما بالمحمول طوال الوقت.

رسالة الإعلان تتفق مع تحذير أطلقته منظمة (اليونيسيف) من أن أكثر من ثلث مستخدمى الإنترنت فى العالم من الأطفال،وأنه فى كل يوم تستقبل الشبكة أكثر من 175 ألف طفل يدخلون عالمها لأول مرة. بينما تقول دراسة أمريكية إن 81% من المراهقين من سن 12-17 سنة يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعى بإفراط يوميا. وفضلا عن تعرض الأطفال خلال تواصلهم بالسوشيال ميديا لطائفة من المخاطر والأضرار،بما فى ذلك الوصول إلى محتويات مؤذية، والاستغلال الجنسى،وإساءة استخدام معلوماتهم الشخصية، تظل العزلة والعالم الافتراضى اللذين تفرض السوشيال ميديا شباكهما على عقول الأطفال والكبار معا،مبعث الخطر الأكبر الذى نعيش جميعا طوال الوقت تحت تهديده. لكن بالرغم من الرسالة الإيجابية للإعلان بغض النظر عن هدفه التجارى،إلا أنه وقع فى مصيدة التناقضات،فهو إن كان يدعو لكسر العزلة التى تفرضها وسائل التواصل الاجتماعى على مستخدميها،إلا أن ترويجه للحياة داخل المجتمعات المسورة (الكومباوند) يمثل إغراء للعيش فى (فقاعة أكبر)،حيث تتفاقم حالة الاغتراب عن المجتمع الخارجى،ويتحول حلم البحث عن حياة بلا تلوث أو تكدس إلى سجن إرادى محاط بالأسوار الهشة والمخاوف الدائمة !

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: