رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
الازدواجية فى أسوأ مشاهدها

لا يجد الغرب أى غضاضة فى التجاوز عن أخطاء لتابعين أو الكيل بمكيالين فى قضايا متشابهة تحمل نفس الوقائع،بل لا يطرف له جفن وهو يمارس العنصرية فى أسوأ صورها مع من فقدوا الوطن والمأوى، فيصبح لون البشرة والجنسية مفتاح الترحيب باللاجئين وحمايتهم !

داس الغرب منذ زمن بعيد بآلياته السياسية والدبلوماسية والعسكرية على اتهامات سابقة بمداهنة إسرائيل وغض الطرف عن ممارساتها الاستعمارية مع الفلسطينيين حتى باتت اسطوانات محفوظة لا تسمن ولا تغنى، ولهذا يعود للتعامل بنفس التجاهل مع اتهامات جديدة بانتهاج نفس المعايير المزدوجة مع قضايا تحمل مشاهد مختلفة. فبينما كنت أتابع الجدل الذى أثاره لاعب الكرة السنغالى المسلم إدريسا جاى، المحترف بنادى باريس سان جيرمان الفرنسى، ورفضه ارتداء فانلة تحمل شعار (قوس قزح) الذى يرمز للمثليين، ربطت تلقائيا بين الواقعة والغضب الجارف ضد تصرف اللاعب وعدم احترام معتقداته واختياراته على عكس ما يتشدق به الغرب، والازدواجية اللامنطقية التى انتهجها المجتمع الغربى فى تعامله مع كل من اللاجئين السوريين والأوكرانيين.

فقد تعامل الغرب بنفس المعيار المختل وهو يمسك بخناق اللاعب لإجباره على اتخاذ موقف بعينه عكس قناعاته وتعاليم دينه، والتلويح بطرده من النادى دون اعتبار لحقوقه كإنسان وحريته فى الاختيار والاعتقاد، وهى القيم التى لطالما صدعتنا بها المجتمعات الأوروبية وتم استخدامها كمبرر لفرض عقوبات على من لا يتبناها وفق الأهواء الغربية! والمبكى بالأمر ان تلك الواقعة تزامنت مع اعتراف لاعب بالدورى الإنجليزى بمثليته واحتفاء الجميع به،لتصبح الرسالة واضحة (أنت حر وتستحق الدعم إذا كنت مثليا أو توافق على دعمهم، ولا حرية لك إذا اخترت ألا تساندهم)!

وبنفس الصلف والاجتراء على القيم الإنسانية، خرج بعض المسئولين الأوروبيين ليردوا على اتهامات بالترحيب (الانتقائي) باللاجئين، فالحفاوة كانت تنتظر اللاجئين الأوكرانيين فى الدول الأوروبية،بينما لم يصادف اللاجئون السوريون نفس المعاملة، وهو ما دفع هؤلاء المسئولين لوضع النقاط على الحروف لإيقاف هذا اللغط بالقول إن الأوكرانيين (جيران ومتحضرون)، وكأن اللغة أو لون البشرة أو المكان الذى ولد فيه اللاجئ هى معايير إنقاذه من الهلاك!

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: