رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
مأزق الكبرياء والعناد!

مازالت عاصفة الحرب فى أوكرانيا مشحونة بالاحتمالات الرهيبة لأنه ليس هناك أية مؤشرات على احتمال انتهاء هذه الحرب فى منظور قريب بل إن كل الشواهد تقول بأنه لا يمكن الحديث عن نهاية هذه الحرب إلا إذا حدثت معجزة تساعد على إخراج روسيا وحلف الناتو بقيادة أمريكا من مأزق العناد والكبرياء المتبادل .. فالخطر الحقيقى الآن هو خطر الكبرياء والعناد لأن كبرياء الدول العظمى فى لحظات الأزمات يمكن أن يؤدى إلى تداعيات خارج حسابات العقل والمنطق وقواعد اللعبة الأممية تحت وطأة العناد!

وليس من شك أن فلاديمير بوتين يرى – وفق حساباته – أنه حقق نجاحا ملحوظا لا يمكن التفريط فيه فى حين يرى الرئيس جو بايدن أن المساعدات الضخمة التى وفرتها أمريكا مع دول حلف الناتو لأوكرانيا هى التى أربكت حسابات بوتين وأحبطت مخططاته للسيطرة على العاصمة كييف من أجل إسقاط نظام زيلينسكى وإحلال نظام بديل موال لروسيا ... وبالطبع أمريكا لن تقبل – تحت أى ظرف - بانتصار ساحق لبوتين فى أوكرانيا!

وهنا تكمن خطورة المأزق والذى ليس بمقدور أحد أن يتنبأ ما إذا كان هذا المأزق مقدمة لحقبة جديدة فى الحرب الباردة يخشى أن تتحول فجأة تحت أى خطأ فى الحساب إلى حرب ساخنة وهو ما جعل قطاعات واسعة فى العالم تحبس أنفاسها قلقا على مصير الحضارة الإنسانية الذى بات معلقا بسلسلة من الأفعال وردود الأفعال التى لا يعرف أحد متى تجئ وهل تظل محكومة بالرقعة الأوكرانية وحدها أم تمتد إلى أبعد وأعمق من ذلك بكثير!

وها نحن نرى فى ظل ما أفرزته الأزمة الأوكرانية من أجواء تصعيد ساخنة بين أمريكا وروسيا لم يشهدها العالم منذ أن وضعت الحرب العالمية أوزارها عام 1945 باستثناء أزمة كوبا عام 1962 التى نجح كينيدى وخروشوف فى سرعة احتوائها بدلا من الانزلاق إلى حرب نووية مدمرة تحت ضغط الكبرياء والعناد آنذاك ... وها نحن نرى الآن تصعيدا مفاجئا بين أمريكا والصين بشأن تايوان والمقلق أن هذا التصعيد يعكس بذور مأزق جديد للعناد والكبرياء بين واشنطون وبكين!

ويا ويل البشرية إذا استمرت سيطرة نوازع العناد والكبرياء على منطقة صناعة القرار فى موسكو وواشنطون بعد أن انضمت إليهما بكين أيضا ... ربنا يستر!

خير الكلام:

<< إذا سيطر الكبرياء والعناد يجرى تفسير الأمور وفق ما نريد لا وفق ما هى علية!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: