منذ بدء الحرب الأوكرانية قبل 3 أشهر اعتدنا سماع الأخبار عن سير العمليات العسكرية وتطورات الجهود السياسية لإطفاء لهيب النزاع الذى امتدت آثاره القاتمة إلى كل بقعة فى العالم، وباتت مدن أوكرانية مثل ماريوبول ومناطق مثل دونباس وهانيفكا ملء السمع، ومع مرور أسابيع القتال لا يزال العالم يقف على أطراف أصابعه ترقبا لخبر سعيد يعيد الهدوء ويوقف حالة الهذيان التى انتابت الاقتصاد العالمى، حتى أعادت (صوفيا) ضخ دماء جديدة فى شرايين التغطية الإعلامية للحرب التى أخذت منحى مملا فى الآونة الاخيرة!
صوفيا هى فتاة أوكرانية حسناء نزحت ضمن الآلاف من أبناء شعبها إلى أوروبا، وفى بريطانيا بالتحديد أوتها أسرة تقيم بمدينة برادفورد، وقبل أن تمر 10 أيام على الاستضافة كان كيوبيد الحب يطرق قلبى صوفيا وتونى (رب الأسرة) وكان الاتفاق على الزواج.
الخبر يختلف عن تغطية يوميات الحرب وأحوال اللاجئات الأوكرانيات فى أوروبا وغيرها، بل تجاوز حالة التعاطف مع اللاجئات اللاتى وقع بعضهن فى براثن شبكات الإتجار بالبشر التى تستغل جمالهن اللافت، وصحيح أن واقعة خطف قلب الزوج البريطانى التى تمت بعملية أنثوية أوكرانية خاصة، لم تستنفر جمعيات المرأة فى أوروبا على اعتبار أن حق الحب من الحريات المقدسة هناك، إلا أن فعلة (صوفيا) دفعت البعض لمقارنة ربما غير مواتية بينها وبين الآلاف من قريناتها اللاتى يشكلن نحو 22% من القوات المسلحة الأوكرانية اللاتى خطفت صورهن العسكرية القلوب عندما امتزج سحرهن بجدية أدائهن فى خطوط القتال.
وفى الوقت الذى تحولت فيه المرأة الأوكرانية إلى أيقونة للتحرر الوطنى،دفعت (صوفيا) بالقضية إلى آتون الغيرة النسائية الملتهبة، ورفعت وضع الاستعداد الأنثوى فى الدول المستقبلة للاجئين دفاعا عن بيت الزوجية أمام غزو (السحر) الأوكرانى، وتحول الوضع فى الدول العربية من حالة السخرية والفكاهة المشوبة بترقب من الأزواج لاستقبال الدفعات الأولى من اللاجئات وقت اندلاع الحرب، إلى غضب وتربص لدى الزوجات بعد ضربة (صوفيا) خشية أن تكون عاصمة عربية الهدف القادم بعد بريطانيا!
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: