رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اجتهادات
دماءُ على الجوازِ الأمريكى!

لم يتخيل المحامى والكاتبُ الأمريكى ألفريد ليليننتال أن كرامة الولايات المتحدة يمكنُ أن تداس تحت أقدام الصهيونية عندما أصدر كتابيه اللذين حذر فيهما مبكرًا من نفوذ اسرائيل المتنامى فى بلاده، وهما ثمن إسرائيل 1954، وهكذا يضيع الشرق الأوسط 1957. فلم يكن الانحيازُ الأمريكى لإسرائيل قد بلغ مستوى الانبطاح والانسحاق اللذين وصل إليهما فى العقود التالية.

تابعتُ كل ما صدر من مسئولين ومؤسسات فى الولايات المتحدة منذ جريمة الحرب الجديدة التى ارتكبها جيش الاحتلال الصهيونى بقتله الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة. انتظرتُ يومًا بعد يوم لعل أحدهم يشعرُ بإهانةٍ أو إذلال بسبب العجز عن قول كلمة حق، مجرد كلمة، بشأن اغتيال صحفيةٍ تحملُ جنسية الدولة الأكبر فى العالم، أو يُحس بأى قدر من الألم وهو يرى الدماء على جواز سفرها الأمريكى الذى يُصور وكأنه مفتاحُ الدخول إلى الجنة.

لم أنتظر إدانة الصهاينة الذين ارتكبوا الجريمة. فلا قيمة للأمريكى حين يقتلُه صهيونى، فما بالُك حين يكونُ هذا الأمريكى فلسطينيًا. وحتى إذا لم تكن فلسطينيةً لما اختلف الموقف. ولنا فى قتل الصهاينة راشيل كورى فى مارس 2003, خلال محاولتها منع جيش الاحتلال من هدم مبانٍ فلسطينيةٍ فى رفح, مثال فاضح. راشيل أمريكية، ويهودية مثل ليلينتال، وغيرهما من اليهود الأحرار الذين يشعرون بالعار بسبب جرائم الصهاينة فى فلسطين وحولها.

كلُ ما انتظرتهُ مطالبة بتحقيقٍ دولىٍ مستقل، وليس تحقيقًا يُجريهُ القاتلُ فى جريمته. وحتى هذا الموقفُ المتواضعُ لم تجرؤ عليه الدولةُ التى تهبط من قمة النظام العالمى إلى قاعه حين يتعلقُ الأمر بإسرائيل. ولكنها ليست وحدها للأسف. انتظرتُ أن يصدر من موسكو ما عجزت واشنطن عن إعلانه. لكن روسيا التزمت الصمت التام، ولم ينطق مسئولُ فيها بكلمة. وحتى عندما وقف وزيرُ خارجيتها فى مؤتمرٍ صحفىٍ مع نظيره العمانى، تجاهل ما قاله الأخير عن الجريمة الصهيونية الجديدة، وكأنها لم تحدث أصلاً!

وحدها الصين بين القوى الأكبر والكبرى التى طالبت بتحقيقٍ دولىٍ مستقل0فما أندرُهم من يتذكرون قيمة العدل فى عالم اليوم0


لمزيد من مقالات د. وحيد عبدالمجيد

رابط دائم: