الفلاح المصرى أضر نفسه وبلده على مدى سنوات طويلة،فكانت البداية عندما تجاهل تحذير الأوبريت الشعبي«عواد باع أرضه ياولاد، شوفوا طوله وعرضه» حيث فرط فى أرضه لبناء عمارة تحت مبرر أين سيتزوج ويقيم العيال، أو لشراء سيارة أجرة بالنفر بين القرى، أو لإقامة مقهى يحصل منه على مئات الجنيهات وهو جالس على كرسى المعلم دون الحاجة للذهاب يوميا من النجمة لأرضه الزراعية بحثا عن المياه والسماد ومشاكل المحصول ومن سيشتريه وكم سيدفع.
وسط مستنقع الفقر الذى وقع فيه الفلاح يجد من يهمس فى أذنه أن هناك رجلا صالحا على وجهه علامات التقوى عاد بعد غيبة طويلة، وأنه قرر أن يكرس حياته فى خدمه أهالى وناس قريته وسيستثمر أموالهم مقابل فوائد أكبر من البنوك، وسيصله الربح الوفير حتى باب داره.
تبدأ مرحلة توفير المال، حيث يتم بيع الغالى والرخيص من ذهب الزوجة والبنات أو قطعة أرض مازال يملكها أو الجاموسة التى يعيشون من خيرها، ليأخذ الفلاح ما جمع من مال وبرضا نفس إلى المستثمر المزيف والذى يذيع صيته بعد توزيع أرباح خيالية لشهور قليلة، ويهرب هذا المستريح بعد تسييل كل المال، ليجد الفلاح نفسه أمام قسم الشرطة محملا كل الأطراف المسئولية عدا هو شخصيا.
عواد ــ أقصد الفلاح المصرى ــ عاد ليفرط فى أرضه ثانية متناسيا أن الأرض عرض وأن دم شهداء الشرطة الذين كانوا يؤدون واجبهم لاسترجاع حقه من مستريح أدفو هو فى رقبة كل فلاح فرط فى أرضه وماله من أجل ربح وفير وغير مضمون.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: