رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
المستريح!

«طول ما الطماع موجود حيكون النصاب بخير»، ذلك مثل دارج يلخص ظاهرة «المستريح»، وهى من أغرب جرائم النصب تحت غطاء توظيف الأموال، وتنفرد مصر بتعدد مظاهرها وكثرة ضحاياها وإثارتها للاندهاش لتكرار حدوثها بالرغم من التحذيرات الدائمة من السقوط فى براثن القائمين عليها.

وللتذكرة فإن إطلاق كلمة «المستريح» على من يوهم ضحاياه بالأرباح الخيالية مقابل خدعة توظيف أموالهم، يعود إلى سقوط أول نصاب ينتمى لهذا النوع من النشاط عام 2015 فى صعيد مصر، وكان لقبه «المستريح» وسار على دربه العشرات من «المستريحين» وجدوا تربة خصبة فى عقول وشرائح تعيش فى غياهب الأفكار العبثية!

ففى أوقات تعثر الاقتصاد والركود وارتفاع التضخم تزدهر فصيلة «المستريح» وينشط توظيف الأموال وتتعدد مظاهره، ويكفى للدلالة على اتساع قاعدة ضحايا تلك الظاهرة طمعا فى ثراء سريع بلا مجهود، وتسليمهم أموالهم وممتلكاتهم طواعية لأى نصاب يلوح لهم بأرباح خادعة، أن ضحايا آخر «مستريح» سقط فى أسوان قبل أيام لم يكتفوا بتقديم أموالهم بل سبقتها مواشيهم لتوظيفها بعد أن لفظ البعض فى ريفنا العظيم الكد والتعب فى الزراعة وتربية الماشية، وباتت الراحة هدفا لكل ضحية لمستريح!

تحريم البعض عن جهل لفوائد البنوك، والخوف من الاحتفاظ بالأموال المشكوك فى مصدرها فى حسابات مصرفية، وإغراء البسطاء والمثقفين على السواء بأرباح تفوق فوائد البنوك أو المشروعات الخاصة، سهلت ولوج النصابين إلى عقول أعماها الطمع ولم ترتدع من نوائب آخرين سقطوا فى براثن شركات توظيف الأموال التى نشأت فى الثمانينيات واستخدمت خطابا دينيا لتغييب مودعيها الذين استفاقوا على ضياع ثروات بالمليارات فى لحظات انتشاء بأرباح خادعة ليتكبد الاقتصاد الوطنى خسائر فادحة.

المثير فى الأمر أن تلك النوعية من الضحايا التى تعمى أعينها عمدا عن التاريخ الدامى لظاهرة «المستريح» وتضرب بعرض الحائط التحذيرات الحكومية بهذا الشأن، يعلو صراخها وتضرب الأرض بأقدامها لا تخفى ندمها وقلة حيلتها وهى ترجو الحكومة أن تعيد أموالها المسلوبة، دون أن يواجهوا أنفسهم بسؤال قاطع:هل يسلمون أعناقهم مجددا لأى «مستريح» قادم؟

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: