رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفكار
أعباء القلم

البعض يرى أن أعباء القلم هى ترف لأصحاب الأيادى الناعمة التى احترفت مهن القلم والكتابة، القلم ليس المخلوق الشريف الذى أقسم به رب العزة فقط، فالقلم اتسع بالتطور الأنسانى ،فلسانك قلم، وأناملك قلم، وأخيرا قلمك قلم، المحصلة أن كل ما يسجل ويسطر الكلمة قلم، الكلمة تبقى، وبالكلمة يحسم المصير فى الدنيا والآخرة، وبالكلمة الجسر بين الماضى والمستقبل، وبها ترسم الحقائق والأكاذيب، وبالسكوت عنها يطمس الحق لمصلحة ما دونه. وكم من عظماء أخفيت سيرهم وآثارهم بل وعلمهم لغياب وتغييب الكلمة، لذلك من أراد هدم أى أمة أو مجتمع أو شخص أو العكس عليه بامتلاك ناصية الكلمة كتابة وتأريخا وحفظا، فالكلمة هى الوعاء الحى لصور الماضى كما صورها من كتبوها، ومن كتبوها هم المحك فإذا كان المرء العادى يحاسب ويسأل مرة واحدة عن أفعاله العامة والخاصة، فكاتب الكلمة وناقل الوقائع يحاسب ويسأل بعدد كل من أثرت فيهم كلماته سلبا أم إيجابا، بمعنى أدق فعائد الكلمة على الكاتب أو الناقل متواصل حتى انتهاء وفناء قيمة الكلمة والإنسانية. ورحم الله من قال: وما من كاتب إلا سيفنى ويبقى الدهر ما خطت يداه، فلا تكتب بكفك غير شيء يسرك يوم القيامة أن تراه. لقد كان الوعى المدرك بالكلمة والكتاب بالمعنى القديم والإعلام بالمعنى الحديث المحرك لكل من أراد أن ينبنى أمة أو يمحوها، ومن هنا كان طمس الكتابات الفرعونية وحرق مكتبة بغداد ونثر كتبها فى دجلة من قبل التتار. إن جميع الأمم والحضارات السابقة والحالية ترتكز على بنية قوية من صاحب الكلمة المسئول وطنيا والمدرك المتحمل لأعباء القلم.


لمزيد من مقالات محمد الأنور

رابط دائم: