رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات
الوقت المناسب

مما لا شك فيه أن جميعنا يعلم قيمة الوقت، رغم تجاهل البعض لتلك القيمة ولكنه يبقى المعيار الحقيقى لكثير من الجوانب الحياتية.. كالنجاح والفشل، تدخل لجنة الاختبار ويقيدك الوقت بأحكامه، موعد مع الطبيب وفقا لتوقيت معين، مقابلة للالتحاق بوظيفة ما، مواعيد رحلات الطيران والقطارات وخلافه، السباق الرياضى والماراثون والسباحة.. فضلا عن مواقيت موعدك مع الخالق عز وجل فى الصلوات.

وهذا يخضعنا جمعيا أسرى فى براثن الوقت المناسب، لتتأكد مقولة «الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك»، لأن فكرة الوجود فى حد ذاتها مرتبطة بالوقت المكتوب لك فى الحياة الدنيا «مولدك – وفاتك»! وهنا تتولد العديد من العقبات لأننا فى أشد الحاجة لإدارة الوقت المطروح لنا، وعلينا أن نحدد أهدافا واضحة ومهام محددة وانجازها فى التوقيت المناسب ثم تحليل النتائج التى توصلنا إليها لإعادة ضبط الوقت، فكثير من الفرص ضاعت لأن الوقت كان غير مناسب.

وكما قال الكاتب الراحل عبدالوهاب مطاوع: «إن هناك ديونا لا نستطيع أن نسددها إذا تأخرنا على أدائها فى الوقت المناسب، وهى حقيقة إنسانية بحتة، فقد تؤجل مكالمة هاتفية لشخص ما ثم يقتنص القدر فرصتك وتوافيه المنية أو يسافر على أبسط تقدير، وربما تؤجل شكر أو «طبطبة» لإنسان كان شغوفا لها فكسرت بخاطره دون أن تدرى، وقد ترجىء قرارات هامة وتظل معلقة فتقلب مصيرك رأسا على عقب».

ولهذا فإن كنت ستتوقف عن شىء، فتوقف عن الكسل، وتوقف عن اختلاق الاعذار، وتوقف عن انتظار الوقت المناسب..كما نصحنا السياسى مالكوم إكس.

أن تطلق صراح مشاعرك حين ولادتها أفضل من وأدها كبتا، عبر عن إحساسك حين تتحرك بداخلك الرغبة، طالما فى نطاق اللياقة والاحترام، حين ترى دموع شخص عزيز احتضنه وحاول تجفيفها، حين تنظر فى وجه أمك قبلها، تذكر المناسبات الخاصة بمن حولك وحاول أن تقدم لهم الهدايا ولو بسيطة «تهادوا تحابوا»، حاول أن تستمع لمن يريد الفضفضة والبوح واختارك ولكن دون ان تقاطعه وتستخدم معه المنطق فى التفكير، لأننا جميعا قد نسقط فى بئر الاحباطات المتلاحقة ويصبح البوح حينها احد سبل النجاة، حين تعلم بمرض أى شخص لا تؤجل زيارته، حين يختفى البعض دون سابق انذار علينا أن نسأل عنهم.

حتى غضبك له توقيت مناسب، فمن السهل جدا أن نغضب لأتفه الاسباب ولكن من الصعب أن نتحكم فى محركات الدماغ حتى نتخير متى وكيف نعرب عن غضبنا حتى لا نفقد حقوقنا!

وهنا تصبح حياتك كالقاطرة التى وجب عليك التحكم فى محركاتها، كيف تحرك مشاعرك الايجابية بشكل فورى دون تأجيل وكيف تشد فرامل غضبك ومشاعرك السلبية وقت اللزوم وإلا ستمضى حياتك وقد اهدرتها دون جدوى وحينها سوف ينقض عليك شبح الندم ليلتهمك بلا هوادة، والواقع المعاش حاليا عبارة عن صورة صاخبة لإهدار الوقت فى الثرثرة على مواقع التواصل الاجتماعى التى تحولت الى ديناصور أزرق لقتل الوقت وبركانا لإثارة الضغائن ومقبرة للمشاعر الانسانية الطازجة.. فلما الاستسلام؟


لمزيد من مقالات هبة عبدالعزيز

رابط دائم: