البداية كانت على يد الفنان الراحل فريد شوقى فى فيلم (جعلونى مجرما) عندما تظاهر بالصلاة رافعا يديه بتكبيرة الإحرام قائلا (الله أكبر) ليفر هاربا من قبضة الشرطة، وكلما شاهدنا هذا المقطع نضحك وبشدة رغم أنه فيلم مأساوي، وتكرر المشهد مع الراحل زكى رستم فى (رصيف نمرة خمسة) ليهرب من قبضة فريد شوقي، ليتكرر نفس الضحك، للأسف نحن أمام ظاهرة مثيرة للحزن وهى استخدام بعض الشعائر الدينية فى ضحك وسخرية المشاهدين.
وتطور الأمر لنجد فى بعض المشاهد من يؤدى صلاته بسرعة شديدة لينتهى منها فى ثوان معدودة، أو من ينظر بعينيه يمينا ويسارا بشكل لافت للنظر، أو من يكرر لفظ الله أكبر مرات عديدة بهدف لفت انتباه من حوله لشىء مهم، وكل هذه المشاهد هدفها الضحك، باستخدام شعائر دينية مقدسة.
أيضا انتشرت ظاهرة الحلف بالله تعالى وبأغلظ الإيمان لأحداث درامية لم تقع بالفعل لـتأكيد مصداقيتها وإنهاء الجملة بعبارة (أقسم بالله)، خاصة فى المشاهد الكوميدية ..
ومن الشخصيات التى تسخر منها الدراما رجل الدين، خاصة شخصية المأذون الذى تناولته أفلامنا قديما وحديثا، أيضا شخصية إمام الجامع وكأنه قادم من كوكب آخر، سواء بفكره أو ملبسه، حتى المصلين نالهم جزء من هذه السخرية وأنهم مجموعة من السذج الذين لا يعرفون تعاليم دينهم.
للأسف كل هذه السخرية تجد أن أغلب من قام بكتابتها أو إخراجها أو تأديتها هم مسلمون، ثم نتحدث بعد ذلك عن قدسية الدين وهيبة رجاله، أيها المسلمون نحن مأمورون باحترام شعائر الدين ورجاله.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: