شهدت الإسكندرية خلال الفترة الماضية حدثين ثقافيين غاية فى الاهمية ، يحملان فى طياتهما الأمل والبهجة ، أثبتا أن « لسه الأمانى ممكنة» كما تقول أغنية محمد منير فى فيلم «المصير» الأول هو العرض المسرحى لرائعة ديزنى « الملك الأسد» على مسرح مكتبة الإسكندرية والذى قدمته فرقة « فابريكا « التى تقدم نفسها على أنها حركة فنية مستقلة تهتم بعروض المسرح الموسيقى فى كل أنواعه، مثل الأوبرا والأوبريت المصرى والأجنبى والمسرحيات الموسيقية الأجنبية والتى تأسست على يد الدكتورة نيفين علوبة والمخرج الأوبرالى محمد أبوالخير، وهذه الفرقة تؤكد أن هدفها هو النهوض بالوعى الموسيقى لشباب مصر واحتضان الموهوبين وإتاحة الفرص لهم للعمل فى مجال المسرح الموسيقى وإزالة الحواجز اللغوية والثقافية بين جمهور الشعب المصرى البسيط وفنون المسرح الموسيقى الجاد من خلال تقديم الأعمال العالمية باللغة المصرية، وقد استمر العرض «الملك الأسد» لمدة ساعتين استمتعت بهما أشد الاستمتاع مما أعاد الى ذهنى المسرحيات الموسيقية العالمية التى شهدتها فى مسارح لندن برغم محدودية امكانات هذه الفرقة البسيطة المكونة من ٣٨ شابا وفتاة من مختلف الأعمار لا يجمعهم سوى حب الفن، فتحية لهم على نشر الفن الهادف ـ وسط طوفان القبح ـ وبخاصة مهاب قداح مخرج العرض والذى لعب دور «سكار» الأسد الشرير وفريدة إسلام التى وضعت البسمة على شفاه المتفرجين وهى تتقافز وتؤدى دور قرد الغابة الحكيم « رفيكي» .
أما الحدث الثقافى الثانى فهو الحفل الذى أقيم فى بهو كلية الهندسة احتفالا بإطلاق كتاب مهم جدا عن عمارة المدينة فى محاولة لتوثيق أهم الأبنية والأماكن بشكل محترم وعلمى بعنوان «الإسكندرية: دليل معماري» من تحرير دكتور زياد الصياد والدكتورة دينا سامح طه وبتقديم من علامة التراث السكندرى دكتور محمد عوض ..وهذان الحدثان الثقافيان أثبتا بما لا يدع مجالاً للشك أن الإسكندرية مازالت عامرة بالفنون والثقافة والفكر والأدب ولكن تحتاج لمن يزيل عنها غبار القبح ويأخذ بيد الفنانين والمثقفين الذين يخطون خطوات محترمة فى ساحة الفن الراقى .. فتحية لكل من يمشى وراء حلمه ليقدم فناً وعلماً راقياً لبلده، فبالفنون والثقافة ترتقى الأمم .
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: