رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
استقلالية القرار

تمثل الحرب الأوكرانية منعطفا كاشفا لمسار العديد من العلاقات الدولية والإقليمية على المستويين السياسي والاقتصادي،ومنها العلاقات الخليجية ـ الغربية أو مع الولايات المتحدة على وجه الخصوص.

فالموقف المحايد الذي اتخذته الدول الخليجية وعلى رأسها السعودية والإمارات من الحرب الأوكرانية والمطالبة بحل سياسي للأزمة دون التمترس وراء أي من طرفي الحرب، أثار غضب الولايات المتحدة التي كانت تسعى لموقف خليجي يتماشى مع الأهواء الأمريكية التي تسعى لعزل روسيا.

من الصعب التحدث عن فك ارتباط بين دول الخليج وواشنطن بحكم علاقات ومصالح ضخمة يستحيل أن ينفذ عبرها رأي مخالف يضيع تلك المصالح حتى وإن كانت الإدارتان الأمريكيتان الأخيرتان متهمتين خليجيا بتراجع الاهتمام بتلك المنطقة، وهو ما عبر عنه الانسحاب الأمريكي المضطرب من أفغانستان وهو ما لم تشفع له تعهدات أمريكية بعدم ترك فراغ تملؤه قوى إقليمية أخرى.

من حق دول الخليج أن تمارس قرارها المستقل، ولا تنازعها أمريكا او أى قوى غربية أخرى في حقها التعاون سياسيا واقتصاديا وتكنولوجيا مع قوى ناهضة مثل روسيا والصين وغيرهما لتحقيق مصالح دول المنطقة وفق ما يتراءى لها،وهو ما عبر عنه مؤخرا المستشار الرئاسي في دولة الإمارات، أنور قرقاش، بقوله: إن الهيمنة الغربية على النظام الدولي تعيش أيامها الأخيرة، وإن التغيير هو الأمر الطبيعي في الحياة وهذا يشمل الدولار الذي يعتمد عليه العالم منذ عقود طويلة. ورأى قرقاش أن ظهور القوى الاقتصادية والتكنولوجية مثل الصين واليابان وكوريا الجنوبية سيقلب الموازين التي كانت تميل نحو الغرب.

لا يمكن التنبؤ بالوضع الذي سينتهي إليه التدخل الروسي في أوكرانيا، لكن المؤكد أن الشرق الأوسط ضمن المناطق الأكثر تأثرا بنتائج تلك الحرب، لذلك ستنبثق عنها خريطة جديدة للتحالفات مع الدول الكبرى يتم رسمها وفق أسس جديدة تراعي المصالح الوطنية التي تقتضي تنويع العلاقات الدولية وتطويرها في كل المجالات مع تأكيد ثوابت احترام استقلالية قرار دول المنطقة وعدم التدخل في شئونها الداخلية.

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: