هو بالفعل عالم مثير للشفقة والحيرة والغثيان أيضا !
الحيرة تأتي من سؤال قد يودي إلى الجنون: لماذا لا يعرف هذا العالم الذي نعيش أحداثه تأثرا، السلام والوئام والكف عن إيذاء الغير؟
الأزمات تتوالد ولا تكف عن التكاثر، خليط من المكونات القابلة للانفجار من السياسة والاقتصاد تتناثر عليها بعض المثيرات الجدلية من الاجتماع والدين، تداهمنا جميعها لتمنع عنا فرصة التقاط الأنفاس والاستعداد لاستقبال القادم من الأزمات التي بات العالم بلا روح إن غابت!
قبل شهور ومع استشراف دخول عام 2022 كانت توقعات خبراء السياسة والاقتصاد بل وحتى تنبؤات أشهر العرافين، تضع بالفعل العام الجديد في خانة السنوات العجاف، حيث ورث العالم أوضاعا اقتصادية مزرية، ابتداء من تباطؤ في النمو بفعل كورونا ومتحوراته وتدهور لحال سلاسل الإمداد بفعل الإغلاقات، مرورا باستمرار أزمات أسعار الفائدة والطاقة والمواد الغذائية، وتكفي شفافية البنك الدولي حين (زف) للعالم أن نحو 180 مليون نسمة سيدفع بهم كورونا إلى آتون الفقر.
لكن هذه الحالة السوداوية لم تكن كافية لعالم يعيش ويتنفس على وقع الأزمات،فآثار الحرب الأوكرانية تفوق معاناة كورونا حتى باتت تداعيات الفيروس بجانبها وكأنها رشفة مياه،فضلا عن انسداد شرايين السلام فيما يتعلق بسوريا وليبيا واليمن، وحالة عدم اليقين إزاء الملف الإيراني وترهل أوضاع اللاجئين مع تراجع بعض الدول الكبرى عن مسئولياتها بفعل الأزمة الاقتصادية العالمية، ونقص المياه ونذر اندلاع حروب كبرى بسببها،وجميعها شواهد تشي بأن القادم أصعب .
لكن أكثر ما يدفع العالم لفقد أعصابه هو العيش وسط أسوأ حال للاقتصاد منذ 80 عاما،وهو حال أكثر وطأة على الدول الفقيرة،وعليها التعايش مع وضع جديد يشي بأن صنبور المعونات الدولية يكاد يغلق بإحكام بفعل تهديدات للاقتصادات الكبرى ذاتها، ولهذا لامعنى للتعمق في مصطلحات على شاكلة، الركود التضخمي والانكماش وضغوط أسعار السلع الأساسية،لأن المعنى المطلوب تفهمه من جانب فقراء العالم على الأخص هو أن لقمة العيش في خطر، فماذا بعد من أزمات ؟
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: