لو نزلت الشوارع مبكرا قبل السادسة صباحا لوجدتها شبه خالية، ولكن ستجد بعض الأماكن الخدمية يقف أمامها عشرات المواطنين انتظارا لبدء العمل فيها، وقد تكون هذه الأماكن وحدات مرور أو بنوكا أو مكاتب بريد وغيرها، فتجد ورقة يكتب فيها اسم كل مواطن وترتيب حضوره، فهو يعلم أن الذهاب في المواعيد الرسمية قد يضيع عليه اليوم بأكمله، والسبب سوء فهم معني وهدف التحول الرقمي.التحول الرقمي في مؤسسات كثيرة هو التحول من تسجيل البيانات في دفتر ورقي إلي تسجيلها علي شاشات الكمبيوتر مع الحفاظ علي طابور المواطنين الطويل والذي يمتد أحيانا خارج المؤسسة الخدمية، والإلتزام بوقوف المواطن أمام الموظف نفس الوقت الذي كان يقفه أيام التعامل الورقي. التحول الرقمي الحقيقي هو إنهاء خدماتي ومصالحي وأنا في منزلي عن طريق التليفون المحمول دون الحاجة للذهاب لهذه المؤسسات، وهناك مؤسسات خدمية حققت هذه الخدمة الرقمية بنجاح باهر مثل الكهرباء والمياه والغاز فأنت تدفع فواتيرك حتي لو مرتفعة ولكن من منزلك دون بهدلة. أحسست بالسعادة عند ذهابي لإحدي الجامعات لإنهاء بعض الأوراق والتي يتطلب الحصول عليها دفع مبلغ زهيد، فوجدت شباكا غير مزدحم يتم تحصيل الرسوم عن طريق الفيزا فقط، ولكن السعادة لم تدم طويلا بعد تحويلي للشباك المجاور المكتظ بالطلبة، فأنظر من الشباك لأجد موظفا يسجل في دفتر ورقي المبلغ المدفوع بخط يده علي وصلين أحدهما أحمر والآخر أصفر باستخدام ورقة الكربون، لتأخذ هذين الوصلين وتسلمهما بنفسك إلي الجهة التى ستسلمك أوراقك، فأين التحول الرقمي أفادكم الله؟.
لمزيد من مقالات د. عادل صبرى رابط دائم: