المواجهة بين روسيا وأوروبا تحتدم، فالرئيس الروسى بوتين قرر بيع الغاز الروسى للأوروبيين بالروبل، والقرار جاء ردا على عقوبات جمدت احتياطات النقد الأجنبى لروسيا فى البنوك العالمية، والمواجهة مفتوحة بين الطرفين على خلفية الصراع فى أوكرانيا.
والاتحاد الأوروبى فى مأزق، فهو يستورد ٤٢٪ من احتياجاته من الغاز من روسيا، ومن الصعب إيجاد بديل آخر فى المستقبل المنظور، وأسعار الغاز فى أوروبا ترتفع، وامدادات الغاز تتراجع، والقارة العجوز مهددة بأزمات سياسية واقتصادية واجتماعية. والقرار الروسى هو إنذار للأوروبيين، وعدم الانصياع يعنى قطع امدادات الغاز، والأوروبيون يرفضون القرار بوصفه انتهاكا للعقود المبرمة، ويتمسكون بسداد قيمة الغاز بالدولار واليورو.
ومجموعة السبع ترفض القرار الروسى، وتعتبره محاولة التفاف على العقوبات، فسداد قيمة واردات الغاز بالروبل يلزمها رفع العقوبات عن البنك المركزى الروسى، والأزمة تزداد تعقيدا، فأوروبا مطالبة بتحجيم الاستهلاك وتوفير بديل للغاز الروسى. وتوفير البديل ليس سهلا، فأوروبا استقبلت نحو 155 مليار متر مكعب من الغاز الروسى العام الماضى، ولا يمكنها تعويض هذه الكمية قبل عام ٢٠٢5، وأمريكا تقرر دعمها بغاز مسال يوازى ١٠٪ من الغاز الروسى، والمفاوضات تتواصل لشراء المزيد من قطر والعراق ودول شمال إفريقيا.
باختصار روسيا تفرض قواعد جديدة للعبة، والاتحاد الأوروبى يقاوم، وبوتين يلوح بإمكانية استمرار سداد قيمة الغاز باليورو بشروط يتم التفاوض بشأنها لاحقا.
لمزيد من مقالات عبدالعزيز محمود رابط دائم: