رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات
حكايات رمضانية

لا يسع المسلمون مع قدوم شهر رمضان الكريم إلا تذكر فضائله ورحماته وبركاته، وربما تكون أيام الشهر الفضيل خير فرصة لتبادل القصص والحكايات المؤثرة ايجابيا فى المجتمعات بعيدا عن اللغو الذى ربما يقضى على الروح المعنوية لأكثر الشعوب قوة وتقدما، فما يجرى من ثرثرة على السوشيال ميديا أمر لا يتحمله مجتمع آخر على وجه البسيطة، فما نسمعه نهارا نعيش فيه ليلا والعكس، وإذا انطلقت جملة مسيئة من اليمين سرعان ما يرددها ساكنو الشمال، وهكذا دواليك.

ودعونا نترك عالم اللغو والثرثرة وراءنا لنتذكر حكايات من الأثر، بمناسبة شهر رمضان وبالمناسبة كل ما سنحكيه موجود على الإنترنت لا يتطلب سوى البحث عنه فى الشبكة العنكبوتية.

ونبدأ أولى حكاياتنا عن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضى الله عنه عندما طلب أسماء الفقراء فى ولاية حمص بهدف تخصيص حصتهم من بيت مال المسلمين، وهذا الأمر يحدث مع كل الولاة، ولكن الأمر الذى أصاب الخليفة بالدهشة عندما تسلم قائمة الفقراء والمساكين ليجد بها اسم والى حمص سعيد بن عامر.

فبعث الخليفة من يسأل أهل حمص عندما تعجب من أن اسم الوالى ضمن فقرائها، فأجابوا بأن سعيد بن عامر يعتبر نفسه مسئولا عن فقراء الولاية فكان ينفق دخله من الولاية عليهم لأنه لو جاع إنسان لتحمل وزره يوم القيامة.. ومع هذه المزية التى اتصف بها الوالى، إلا أن أهل حمص اشتكوه لأمير المؤمنين، فهو لا يلقاهم إلا وقت الضحى، ويحتجب ليلا ويغيب يوما فى الاسبوع.

لم يهدأ أمير المؤمنين، رغم سعادته بأن الوالى لم يغتن من منصبه، واستدعاه ليستفسر منه عن شكاوى أهل المدينة، فقال إنه يظهر وقت الضحى بعد أن يفرغ من خدمة أسرته لأن زوجته مريضة وليس لديه مال ليستأجر خادما، وإنه يحتجب بالليل لعبادة ربه إذ جعل النهار لقضاء حوائج أهل المدينة. أما غيابه يوما كاملا بالأسبوع، فهذا لأنه يغسل ثوبه الوحيد وينتظره ليجف..فبكى أمير المؤمنين وشكره الوالى، وتأكد أن ولاته يسيرون على صراط مستقيم ويخافون الله ويراقبونه فى تصرفاتهم.

هؤلاء هم ولاة عمر بن الخطاب الذى قال يوما إنه لو عرجت بغلة فى بغداد لتحمل وزرها.


لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى

رابط دائم: