رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمات
فاطمة..ودودوك أرمينيا

اعتدنا أن نستمع الى مقطوعة (من الذى لا يحب فاطمة) من أنامل مبدعها الموسيقار عمر خيرت، ولكن أن نسمعها من فرقة كادانس الأرمينية التى أمتعتنا بأدائها المقطوعة الموسيقية، فى حفل السفارة الأرمينية بمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس العلاقات بين مصر وأرمينيا 1992عقب استقلالها عن الاتحاد السوفيتى السابق.

المبدع فى عزف (فاطمة) أن البيانو لم يستأثر بها كما فى حفلات خيرت، إذ شاركت آلات الجيتار بأنامل هاكوب جاكاتسبانبان رئيس (كادانس)، وكمانجة العازف فارازدات خاتشوميان، وميروزان يجانيان على الأكورديون، وصوفى ميكائيليان عازفة البيانو، وكوركين أميريان على الكونتراباس، ثم يأتى دور أرشاك ساهاكيان عازف آلة الدودوك، وهو مزمار يشبه الناى فى مصر ولكن مع بعض الضخامة، ويحتاج الى قوة من نافخه.

وعن (الدودوك).. يقول جيفان كاسباريان أحد أهم عازفيه فى العالم الذى منح شهرة عالمية للآلة، إن من يستمع الى الدودوك كأنه يستمع لأغانى الجبال وحوار الأشجار، وسعادة الأطفال ومآدب الأعراس، وبكاء المسنين، وهو التعبير الذى أفضله فى وصف الآلة الرائعة، فهى مثل الناى الحزين، وبمجرد أن يرفع العازف أرشاك ساهاكيان فى الحفل المذكور الدودوك، الى شفاه، أشعر وكأننى تحولت الى إنسان حزين يشعر بالمرارة، خاصة أن تعابير وجهه أيضا خير باعث على الحزن، هذه التعابير التى تنقلنى فورا إلى أجواء فيلم (الأب الروحي) بمشاهده فى صقلية.

ولهذا، كانت مقطوعة (فاطمة) مناسبة له تماما وأبرع فى أدائها، ولكن هذا لم يمنع من أنه أشاع جوا دافئا بعزفه، وربما يشاركنى الحاضرون فى أن ساهاكيان استحوذ على نظرهم لما يتطلبه عزفه من قوة ومجهود عضلى يظهر جليا على خدوده المنتفخة.

تحظى آلة الدودوك أقدم آلة موسيقية أرمينية بشعبية كبيرة، وتشارك فى الأوركسترا العالمية وغالبا ما يحظى عازفها بعزف منفرد، ويطلق عليها (روح شجرة المشمش) لأنها مصنوعة من شجرته، وهى لا تبتل عند النفخ وتحافظ على الصوت.

منحنى عزف ساهاكيان، شعورا بأنه ينقل لأسماعنا أحزان بلاده التى يتذكرها الزمن والمحفورة فى ذاكرة الأرمن وجاليتهم بمصر التى تشعر فى وجودهم بأحزان رغم جمالهم وحبهم للحياة.


لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى

رابط دائم: