رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
الرياضة ولعبة المصالح!

الازدواجية عنوان المشهد الذى يغلف العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا، وحزمة العقوبات الأوروبية والأمريكية الضخمة على موسكو تمثل ذروة ازدواجية هذا المشهد وفجاجته!

لسنا فى موضع الحكم على استحقاق روسيا من عدمه لسيل من العقوبات الاقتصادية والسياسية والرياضية، لكننا نجد أنفسنا مدفوعين دفعا للتأمل فى حدة تلك المواقف الغربية والمعايير المختلة التى يتم اتخاذ تلك القرارات فى إطارها ومنها مثلا إقحام الرياضة فى السياسة وتجاهل الشعارات الرنانة التى يطربون آذاننا بها فى المحافل الرياضية الكبرى عن قيمة الرياضة فى التقريب مابين الشعوب!

فإذا كان الغرب قد غض الطرف عن معاقبة إسرائيل التى ابتلعت أرض فلسطين فى صراع ممتد منذ القرن الماضي، ولم تجرؤ أوروبا التى تتشدق بشعارات من عينة سيادة الدول وحق الشعوب فى اختيار حكامها، على مجرد التنديد بالاحتلال الأمريكى السابق لأفغانستان والعراق، فبنفس المنطق المعوج يضع الإعلام الغربى هو الآخر إطارا ملائكيا للحرب الأوكرانية بوصفها (مواجهة بين الأشرار والأخيار)، وكل مافات من ازدواجية يبرر تخلى المؤسسات الرياضية العالمية عن أهم مبادئها المستقرة منذ زمن بفصل الرياضة عن السياسة!

وكشفت قرارات الاتحادين الدولى لكرة القدم (فيفا) والأوروبى (يويفا) واللجنة الأوليمبية الدولية بحرمان الفرق الروسية من المنافسة فى البطولات العالمية، عن أن المؤسسات الرياضية الدولية تخضع لإرادة الدول الكبرى وتسيرها المصالح بدليل أن نفس تلك المؤسسات تعلق نشاط الاتحادات الوطنية فى حالة تدخل الحكومات بالرياضة،كما سبق وتم توقيع عقوبات على لاعبين عرب رفضوا لقاء منافسين إسرائيليين فى وقت كانت ترفع فيه تلك المؤسسات الرياضية الحاكمة شعارا ملائكيا (الرياضة لا تذوب فى السياسة)!

نؤمن تماما بأن حرمان أى دولة من قوتها الناعمة هو إجراء من بين إجراءات أخرى لحفظ السلام العالمي، لكن ازدواجية التنفيذ وغلبة المصالح على القرار، تفقد الأمر براءته بدليل أن حرمان نظام الفصل العنصرى السابق فى جنوب إفريقيا من التمثيل الرياضى حصل على تأييد شعبى ودولى كبير حينذاك، فمتى يستعيد الكبار براءتهم؟

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: