رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
الدب الروسى و«نزهة» بالحديقة!

الدب الروسي سيدخل إلى الحديقة لاصطياده، هكذا كان الغرب يقرأ المشهد من قبل حتى اقتحام القوات الروسية لأوكرانيا، وتزامن هذا الاستقراء المسبق للحدث الأخطر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، مع تحذيرات من أن تتحول أوكرانيا إلى مستنقع أفغاني أو شيشاني يعيد ذكريات غير سعيدة لموسكو من القرن الماضي.

لم يقدم الغرب الدعم للثوار الشيشان لكنه أغرق المجاهدين الأفغان بالدعم السياسي والعسكري على غرار ما يحدث الآن لأوكرانيا وإن كانت الأخيرة تشعر أنه تم تركها وحدها أمام الدب الهائج في (متجر الخزف)! وبالرغم من الاختلافات الجيوسياسية بين الحروب الأفغانية والشيشانية والأوكرانية، وكون الحربين الأوليين حملتا طابعا دينيا، فإن الحروب الثلاث وحدت هدف الغرب، وهو إغراق السوفييت سابقا، والروس الآن، في مستنقع لا يستطيعون الخروج منه إلا مهزومين! لكن في كل مرة تخيب الحسابات والتوقعات الغربية التي تقلل من شأن القوة الروسية التي تتحدى المنطق وتهوى الانطلاق بعيدا حتى حافية الهاوية وهو ما حدث لاحقا بالتدخل في جورجيا والقرم وسوريا. وتحمل الحالة السورية دلالات صارخة على سوء تقدير واشنطن لقوة روسيا حين تنبأ الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما أن تتحول سوريا إلى (فيتنام روسية)، لكن خابت آمال أوباما بعد أن نجحت موسكو في تغيير مسار الحرب، وأنقذت الرئيس السوري بشار الأسد من السقوط ثم ترجمت قوتها العسكرية إلى نفوذ دبلوماسي امتد لمناطق ساخنة بالمنطقة.

توقعات خائبة يتحدث عنها الخبراء الغربيون منها أن تتأثر الحملة العسكرية الروسية الحالية بقدوم الربيع وانحسار الثلوج لينكشف مسرح العمليات الحقيقي في أوكرانيا بما فيه من أراض موحلة ومستنقعات ما قد يعيق الآلة العسكرية لموسكو وهو أمر ترد عليه التكنولوجيا العسكرية الروسية وتفوق قدراتها الجوية والصاروخية والسيبرانية. الكرملين أجرى حساباته بدقة وهو يطلق عمليته العسكرية، ورهاناته ترتكز على المصالح المتبادلة مع الغرب وعلى رأسها الغاز الروسي، وتدرك موسكو أن العقوبات قد تؤثر مرحليا على اقتصادها لكنها لن تدفعه للانهيار، فضلا عن أن موجة الغضب الراهنة ضدها ستتراجع بسبب الانقسامات التي تعصف أصلا بالمعسكر المواجه!

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: