صباح الخير عزيزى القارئ! أعود اليوم إليك بعد إجازة شتوية امتدت لأسبوع من صباح الإثنين الماضى حتى الأمس، قضيت أربعة أيام منها فى رحلة نيلية بين الأقصر وأسوان . وبداهة فإن تلك الرحلة أوحت لى بموضوعات كثيرة تتعلق بأوضاع ومقومات السياحة فى مصر، سواء أكانت سياحة داخلية أو خارجية، أعد القارئ بتناولها لاحقا. غير أن التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا ومقدماته التى تزامنت مع أيام الرحلة، كان كفيلا بأن يلفت انتباهى بشدة، خاصة أننى سبق وأن تابعت مقدمات هذا النزاع – وإن كان بشكل رمزى ساخر- فى كلمات سابقة (لعبة أوكرانيا 30 يناير، وآخر اخبار أوكرانيا 16 فبراير). الآن المسألة لا تحتمل الرمزية أو السخرية، ولكننا أصبحنا إزاء مخاطر حقيقية لا يمكن تجاهلها، وتتعين مراقبتها بدقة وحذر، والتقدير السليم لكل تأثيراتها علينا وعلى مصالحنا القومية. إن من حق روسيا ألا تقبل تهديدا مباشرا على حدودها ولكن الاحتلال الروسى لأوكرانيا، ولد رفضا غربيا واسعا، ومخاوف عالمية من أى تداعيات لانفلات المواجهة بين قوى نووية، بما فيها أوكرانيا نفسها! وفى مواجهة هذا الموقف.. أشيد هنا بالبيان الذى صدر الخميس الماضى عن وزارة الخارجية المصرية، عقب دخول القوات الروسية إلى أوكرانيا، والذى جاء به أن مصر... تتابع بقلق بالغ التطورات المتلاحقة اتصالا بالأوضاع فى أوكرانيا، وتؤكد أهمية تغليب لغة الحوار والدبلوماسية، والمساعى التى من شأنها سرعة تسوية الأزمة سياسيا، بما يحافظ على الأمن والاستقرار الدوليين، وبما يضمن عدم تصعيد الموقف او تدهوره، وتفاديا لتفاقم الأوضاع الإنسانية والاقتصادية وأثرها على المنطقة والاقتصاد العالمى. وفضلا عن ذلك فإن من المهم للغاية تقدير الآثار المحتملة، المباشرة وغير المباشرة، على الاقتصاد المصرى، وعلى الاقتصادات العربية بشكل عام. إن لمصر علاقاتها الاستراتيجية الوثيقة بالولايات المتحدة الأمريكية، وأيضا علاقاتها القوية المتعددة الجوانب مع روسيا. أما الحرب التى تدور الآن فإن من مصلحتنا، بل من مصلحة العالم كله، أن تتوقف فى أقرب وقت، فضلا عن أنها حرب تذكرنا بالمثل أو القول العربى القديم المأثور لا ناقة لنا فيها ولا جمل!
Osama
[email protected]لمزيد من مقالات د. أسامة الغزالى حرب رابط دائم: