بينما تسعى الدولة بكل أجهزتها الى محاولة وضع مصر على خريطة السياحة العالمية، من خلال دعم المشروعات السياحية وإقامة الفعاليات العالمية، مثل موكب المومياوات وإحتفالية طريق الكباش، بالإضافة الى إعداد برامج سياحية مختلفة بهدف جذب سائح جديد وتشجيعه للسفر لتحصل بلادنا على جزء من كعكة السياحة، وبينما تعمل الدولة جاهدة على تطوير المطارات وتحديثها والعمل على رفع تصنيفها العالمى.. نجد مطار برج العرب وهو المطار الرئيسى بالإسكندرية يخرج عن السياق من خلال المشاهد الغريبة التى يشاهدها زوار مصر والسائحون الذين يدفعهم حظهم للهبوط فيه، فالملاحظ أن المطار وموظفيه يتبعون الطرق التقليدية القديمة فى التفتيش ويعتنقون مبدأ أن المسافرين كلهم «مهربون محتملون»، فيتم فتح حقائبهم وتفتيشها على مرأى من كل الركاب، فما أن تصل الطائرة القادمة من أى دولة حتى نجد إجراءات الجوازات والحجر الصحى تتم بمنتهى السهولة والسرعة ويتكدس الركاب أمام موظفى الجمارك وكأنهم مجرمون ينتظرون الحكم عليهم، وتدور النقاشات الجانبية بين الركاب وبعضهم عما يحملونه فى حقائبهم، وهل هم فى مأمن من الجمارك أم أنهم سيمضون دقائق مريعة وهم تحت التفتيش؟.. وقد ساقنى حظى للسفر والعودة من هذا المطار عدة مرات ورأيت بعينى ما يتعرض له الركاب من تفتيش غريب يقف فيه المسافر أمام رجال الجمارك وكأنه مجرم ليجيب على أسئلة من نوعية كم أنفقت فى رحلتك؟ وليس من حقك أن تنفق أكثر من المبلغ الفلانى؟ وإذا تجرأ أحدهم بالقول إن ما يحمله هى ملابس لاستخدامه الشخصى جاءت الإجابة من نوعية (نحن من يحدد، لدينا قائمة بأسعار كل السلع والهدايا) وبهذا يمكن للموظف المسئول بعملية حسابية بسيطة أن يعلن أنك من المسافرين المعرضين لدفع مبالغ عن مشترياتك وليس لك الحق فى الاعتراض!
يا سادة .. هذا النظام قد عفا عليه الزمن ويمكن استبداله بجهاز فحص الحقائب وإيقاف أصحاب الحقائب التى يشتبه فى قيام أصحابها بالتهريب أو حمل أجهزة تستحق الجمارك، وبهذا يمكن حفظ ماء وجه الركاب والحفاظ على سمعة المطار الذى أصبح طارداً لزواره.
لمزيد من مقالات أمـل الجيـار رابط دائم: