رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفكار لم تنضج بعد

نقرأ أحيانا فى الصحف والمجلات المصرية أفكارا لها بريق ومقترحات جديدة، وعندما نعيد القراءة نتبين أن هذه الأفكار لم تتح لها فرصة النضج، وأن المقترحات لم تدرس جيدا.

فقد كتب أحدهم مطالبا بعلم جديد تتوسطه صورة للهرم الأكبر، ووقتها سيعرف كل من ينظر إليه أنه علم مصر.

ويقينا فإن مصر ليست الدولة الوحيدة التى تحتوى إرثا هائلا من الآثار، فهناك دول كثيرة تضم كثيرا من الآثار، ولكنها لم تحاول أو تفكر فى وضع مثل هذه الآثار على أعلامها، فاليونان على سبيل المثال لم تضع على علمها صورة لمعبد الأكروبوليس الشهير جدا، ولم تحاول إيطاليا وضع مبنى الكوليسيوم على علمها.

وبجانب ذلك هناك دول تضم منشآت تميزها وتسهم فى جذب ملايين السائحين لمشاهدتها سنويا، مثل برج إيفل فى العاصمة الفرنسية باريس، وبوابة براندنبورج فى برلين، وبرج لندن فى العاصمة البريطانية، ولم تفكر هذه الدول فى استخدام هذه المنشآت بأعلامها.

وأيضا فإن روسيا الاتحادية لم تضع صورة قصر الكرملين الشهير على علمها، وعندما انهار الاتحاد السوفيتى وتم إلغاء علم المطرقة والمنجل، تمت إعادة العلم القديم ذى الألوان الثلاثة الذى كان يستخدم فى العصر الإمبراطورى، وهذا العلم يضم نفس الألوان التى يضمها كل من العلم الفرنسى والعلم الهولندى مع اختلاف فى الترتيب.

كما أن الصين لم تضع صورة السور العظيم أو المدينة المحرمة على علمها، ووضعت النجوم الخمس على أرضية حمراء.

كان الأمر يتطلب من الكاتب أن ينظر حوله ليتبين أن الدول لا تستخدم الآثار فى أعلامها الوطنية لأنه ليس إعلانا لجذب السائحين، إنه رمز للوطن يقبل به المواطنون.

وكتب آخر قائلا: إن التعليم هو الطريق للقضاء على الفساد، وأظن أنه على يقين أن دولا مثل الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين تأخذ بنظم تعليمية عالية الجودة جعلتها فى مقدمة الدول فى مجال الاختراعات والابتكارات والتنظير الاقتصادى والاجتماعى والسياسى والفلسفى، ومع ذلك فإن الفساد يرفع أعلامه عاليا بهذه الدول وبغيرها.

إن التعليم الراقى المتميز فى هذه الدول لم يؤد إلى منع الفساد أو حتى الحد منه.

إن الفساد ظاهرة بشرية معقدة، ولايمكن التصدى لها بالتركيز على عنصر واحد مثل التعليم، وأعتقد أنه قد اكتشف هذه الحقيقة البسيطة وهو يتابع مؤتمر شرم الشيخ الأخير ـ ديسمبر 2021 ـ الذى نظر بعمق وشمول لهذه الظاهرة وأساليب مقاومتها.

وهناك بالطبع داخل مصر أجهزة تعمل بهمة فى مجال مقاومة الفساد.

كان على الكاتب فى ظل هذه المعطيات أن يتمهل ويعمل الفكر قبل أن يمسك بالقلم ليكتب ما كتب، إن مثل هذه الأفكار البراقة والمقترحات الجيدة، كانت تحتاج مزيدا من الوقت حتى تنضج، ولكن الظروف ربما لم تسمح لهما بذلك.


لمزيد من مقالات عبده مباشر

رابط دائم: