رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
«الفالنتاين» فى الوقت الضائع !

اصطفاف المحبين بالعشرات أمام المحال لشراء الهدايا المغلفة بالقلوب الحمراء في عيد الحب،مشهد توارى كما توارت طقوس الإحتفالات في مناسبات وأعياد أخرى، جاء (الفالنتاين) قبل يومين غريبا، مكتوما، بلا زخم ولا محتفلين، اللهم إلا من بعض المشاهد المحدودة للمارة أو بأماكن العمل طل فيها اللون الأحمر على استحياء!

أحترم رؤية من لا يعترف بعيد العشاق والمغرمين، وأن أعيادنا الإسلامية والقبطية معروفة وهى الأصل، لكن منذ أن اقتحم هذا (الفالنتاين) حياتنا وأصبح له مريدون، بات ضمن أجندة الاحتفالات وتجاوز كونه موعدا منتظرا للقاء الأحباء إلى مناسبة أسرية يعيد من خلالها الزوجان وبقية أفراد الأسرة شحن (بطاريات) الحب والمودة التى تنفد طاقتها بفعل ضغوط الحياة وقسوة الإبحار فى دروبها. الطقس السيئ ليس عذرا لمن يديرون ظهورهم لـ(الفالنتاين)، فمنذ متى كانت العواصف وزخات الأمطار وأوحالها سدا أمام العشاق؟ فالتئام شمل الأسرة والقرب من الحبيب هما الوصفة الشافية لاتقاء قسوة الشتاء. لكن لن يكون (الفالنتاين) أسعد حظا من أعيادنا الدينية كالأضحى والفطر، بعد أن تملكنا هوس رسائل التهنئة (المعلبة) تطوف بضغطة زر على أحبائك فى نفس اللحظة!

لكن أتفهم حيرتك، (كيف تحتفل بالحب وطاقتك مستنفدة في نزال يومي مع متطلبات المعيشة وازدحام المواصلات وافتقادك أحيانا من يربت على ظهرك حتي تحافظ على إنسانيتك؟). وأتفهمك أكثر بعد أن اختلطت المفاهيم وطفت مظاهر التناقض والإزدواجية، والميل لتبرير الأخطاء بلا منطق، وساد الشغف الرهيب لتقصى أخبار الفضائح وترديد الشائعات وتشويه الآخرين بالباطل، أين ذهب الحب؟

وأصطف معك استنكارا لاستفحال حوادث تبادل الاعتداء بين الزوجين وبلوغها في كثير من الأحيان حد إزهاق الروح، وتمادت بعض السيدات لدرجة إقامة احتفالات صاخبة احتفاء بالطلاق وأخذ صورة (سيلفي) مع تورتة الاحتفال في مشهد سريالي لا يقل جنونا عن مشهد انشغال البعض بالصور(السيلفي) مع حطام حادث سيارة أو قطار أو بيت يحترق!

ذبول احتفالاتنا الأسرية يستلزم إجراء دراسات اجتماعية وسيكولوجية لسلوكياتنا، بل لم يعد من الشطط أو(المنظرة) إنشاء وزارة للسعادة لأن بناء الأوطان لن يعلو على أكتاف المكتئبين، فالسعادة ليست ترفيها، ودونها لا تسأل عن إنتاج أو انحسار للجريمة والكراهية.

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: