رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

فى المواجهة
جنون «اللايف»

أسهل مهنة في مصر الآن هي أن تقتحم منصات السوشيال ميديا وتصبح (يوتيوبر)، فقد أصبحت مهنة من لا مهنة له، وتحول إنشاء قناة على اليوتيوب إلى رغبة محمومة تخترق العقول لهاثا وراء التربح والشهرة لدى كثيرين لا يمتلكون المؤهلات الكافية للعمل والإنتاج.

أصبح الإمساك بالمحمول والتحول لوضع (لايف) أو على الهواء أسهل من شرب فنجان القهوة، ولا يتوقف معظم هؤلاء كثيرا عند معيار تقديم الرسالة الهادفة على منصاتهم،فالشهرة الكاذبة والنجاح الوهمي والأموال الطائلة تعمي أعينهم عن تحري احترام منظومة القيم والمبادئ المجتمعية لأن الهدف الأسمى الذي يمتلكهم عادة هو تحقيق أعلى مشاهدات ومتابعين.

ولا يتورع هؤلاء عن نشر أدق تفاصيل حياتهم الشخصية، وانتهاك حرمات منازلهم علي الهواء ما دام الثمن مدفوعا من المشاهدات ويترجم إلى ملايين الجنيهات،وهذه الأرباح الخيالية لا تجعلهم يتوقفون كثيرا عند نشر الفضائح وتقديم المحتوى الذي يحوي مشاهد مبتذلة أو تنمرا من أشخاص لجلب المزيد من المتابعين.

الأخطر فيما تقدمه تلك المنصات غير المسئولة أنها تثير غريزة المشاهدين وبعضهم قد يكونون من العاطلين أو البسطاء، فيندفعون لتقليد صناع المحتوى الرديء سعيا نحو الربح السريع بلا مجهود، فقد رأينا أسرا كاملة انخرط جميع أفرادها وبينهم سيدات في تقديم محتوى غير هادف يعتمد على فقرات من الرقص والمزاح الثقيل والتباهي بما يمتلكون من ثروات بعد أن أنعمت عليهم منصاتهم بأرباح مشكوك في مشروعيتها.

الدين لم يغب عن دق ناقوس الخطر إزاء ما تمثله تلك المنصات من هدم لثوابت الدين والأعراف، حيث أوضحت دار الإفتاء أن الهوس برصد وإذاعة ما ينبغي ستره ولا يجوز للغير الاطلاع عليه، سعيا نحو أرباح المشاهدات هو أمر يحرمه الدين، لأنه من قبيل إشاعة الفاحشة في المجتمع.

لهذا لاقى قرار مصلحة الضرائب بشأن إلزام صناع المحتوى (اليوتيوبرز والبلوجرز) بفتح ملف ضريبي وتسديد حق المجتمع، ترحيبا كبيرا كونه أيضا يمثل أول وقفة نظامية مع تلك المنصات نتوقع لاحقا إجراءات أخرى لكبح جموحها ومنع خروجها على قيم المجتمع وثوابته.

[email protected]
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: