يبدو أن كورونا ستنجح فيما فشل فيه حزب العمال البريطاني المعارض، فالجائحة تواصل ضرب أركان حكومة بوريس جونسون منذ شهور طويلة،وتتواصل الضربات تحت الحزام في العام الجديد، ويبدو جونسون حاليا في هيئة الملاكم الذي يترنح على الحلبة بفعل اللكمات المتتالية سواء من كورونا أو غيرها!
ربما تكون كورونا هي اللعنة التي لم يتخيل جونسون أنها ستكون مصدر التهديد الأخطر لمستقبله السياسي،فلم يكد الرجل يفلت بأعجوبة قبل نحو عام من الاتهامات التي لاحقت حكومته بارتكاب (أخطاء جسيمة) وتأخرها في التحرك عند ظهور الوباء،واعتبار ذلك أحد أكبر إخفاقات الصحة العامة في بريطانيا، حتى لاحقته مؤخرا اتهامات أكثر فداحة بالمشاركة في حفلات داخل مقر الحكومة تنتهك خلالها قواعد التباعد. الأكثر إحراجا في الأمر هو إقامة أحد تلك الاحتفالات وتداول كئوس النبيذ في خضم تدابير الإغلاق العام وعشية جنازة الأمير فيليب زوج الملكة وهو أمر ألحق اتهاما ساخرا بحكومة جونسون بأنها (أدمنت الفضائح)! فالرجل لم يسلم بعد من وصمة عار وزير الصحة مات هانكوك الذي (فضحته) صحيفة (ذا صن) البريطانية بنشر صور له بينما يحتضن ويقبّل مساعدته داخل مكتبه،فأسرع بتقديم استقالته واعتذر لجونسون ولزوجته قبل أن يبلغها بأنه قرر تطليقها!
الطريف أنه بالرغم من أن تلك الفضيحة تصنف كسقطة أخلاقية إلا أن (روح) كورونا تمسك بتلابيب حكومة جونسون حتى وإن اختلف المشهد، فالوزير المستقيل هانكوك رغم اعترافه بخطيئته، إلا أنه اعتبر اعتذاره بالدرجة الأولى ليس لكونه لوث منصبه بتلك الفعلة، بل لأنه انتهك قواعد التباعد الاجتماعي في مواجهة كورونا بـ (تقبيله مساعدته) وأنه كان الأولى به الالتزام بالقواعد التي تفرضها وزارته على المواطنين!
جونسون المتهم في نظر بعض أعمدة حزبه المحافظ وأيضا لدى خصومه (العمال) بأنه (فقد السلطة الأخلاقية للقيادة)، يرهن مستقبله السياسي على قرارات تداعب الشارع مثل تخفيف تدابير كورونا نهاية الشهر الحالي، بينما يحرص حلفاؤه على الترويج لإنجازاته ومنها استكمال عملية بريكست وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي،فهل تفلح تلك (المنشطات) في إنهاض الملاكم جونسون أمام ضربات كورونا؟
[email protected]لمزيد من مقالات شريف عابدين رابط دائم: