أنظر إلى جسارة الحملات المعادية فى المبادأة بالهجوم السريع بوابل من الأكاذيب والفبركات على المشاريع الكبرى، فى محاولة الدفع بصاحب الإنجاز الحقيقى إلى موقع المدافع عن نفسه! وخذ مثلاً مما يفعلونه ضد الإنجاز الضخم فى توشكى، الذى أعلن عنه الرئيس السيسى أثناء احتفالات أسبوع الصعيد قبل عدة أيام، والذى هو نجاح كبير يضيف إلى الرقعة الزراعية نحو 300 ألف فدان، قامت به سواعد مصرية 100%، ونفذت مشروعا كان معطلا لما يزيد على 20 عاما، بسبب عجز الحكومة آنذاك عن توفير الإمكانيات للتعامل مع حائط جبار من الجرانيت، بعرض 20 مترا وارتفاع 20 مترا وعلى امتداد نحو 9 كيلومترات، كان حائلاً هائلاً دون تدفق المياه المطلوبة للزراعة. وقد تحقق هذا النجاح النوعى بعمل دءوب لمدة نحو 13 شهرا، شاركت فيه أكثر من 80 شركة وطنية، أحضرت الخامات وقامت بالتشغيل والحفر والتفجير ونقل المخلفات وتبطين الترع، ونجحت فى حفر 15 مليون متر مكعب، منها 6 ملايين بتفجير جبل الجرانيت، لشق الترع، فتحقق ما كان مستحيلاً، وأُزِيل المانع الضخم بتفجير نحو 3 ملايين طن من المتفجرات، فتدفقت المياه فى ترعة حُفِرت خصيصاً لهذا المشروع, ودارت العجلة، بالبدء بزراعة نحو 40 ألف فدان.
أما الحملات المعادية التى تنتهك أبسط قواعد الإعلام، فقد انطلقت فورا، بعد أن نحَّت جانبا كل ما قيل عن الإنجاز وأرقامه ومعناها..إلخ، وراحت تشن هجومها، دون أى معلومات ودون أى مرجع، على ما قالت إنه افتقاد للجدوى الاقتصادية، وزعمت أن تكلفة التفجيرات تزيد علي أقصى عوائد ممكنة للمشروع! دون أن يقدموا أى عرض اقتصادى لتكلفة كل منهما! وأضافوا تخوفات عما قالوا إنه تلوث بيئى فى المنطقة على إثر التفجيرات، إضافة إلى تشكيكهم فى إمكانية توفير المياه اللازمة للزراعة، متجاهلين كلام خبراء المشروع.
توفير معلومات المشروع، والسبق بسرعة إعلانها، وحسن عرضها، يحبط الحملات المعادية، ليس كهدف أول، لأن الأهم إسعاد المصريين بما تحقق، ليعرفوا ثمار تضحياتهم، وليعلموا أن لديهم القدرة على تخطى الصعاب بأنفسهم.
[email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب رابط دائم: